كتب- محمد منصور:
في عيد ميلاده التاسع، قرر "جيمي ادواردز" شراء "عداد جيجر" لقياس الإشعاع الذري عوضا عن شراءه للعبة ما، صُعق والديه عندما سمعا منه هذا الخبر، فتلك الآلة يستخدمها المتخصصون فقط، أصر الطفل على رغبته، فلم يجد والده حلًا سوى شراء العداد، لكن مع خصم قيمته من مصروفه اليومي، وافق الصغير على الصفقة، سنوات أربع مرت على تلك الحادثة، ليفاجئ الأب بولده الصغير الذي تمكن من سحق اثنين من ذرات الهيدروجين داخل مفاعل صنعه بنفسه.
داخل مختبر علوم مدرسة "لانكشاير" ببريطانيا، بدء الصغير مشروعه المُذهل، واجهته عقبات في البداية، فمدير المدرسة رفض الأمر عندما اقترح عليه "جيمي" إنشاء مفاعل هيدروجيني صغير داخل المعمل، وقال له مازحًا "أتريد تفجير المدرسة".. إلا أن الصغير كان مستعدًا للرد، واجه التعجب والمزاح بالعلم، قدم لـ"جيم هوريغان"، مدير المدرسة، مجموعة من الأوراق العلمية التي تشمل تصميمات متكاملة للمفاعل، وهو الأمر الذي شجع الرجل على قبول فكرة المشروع رغم غرابتها، طلب الطفل 3000 جنيه أستراليني "حوالي 35 ألف جنيه مصري" لمباشرة مشروعه فوافق المدير.
بدء طموح "جيمي" عندما قرأ عن "تايلور ويلسون"، التلميذ الأمريكي البالغ من العمر 14 عامً والذي تمكن من صناعة مفاعل انصهار صغير في ولاية "نيفادا" الأمريكية، فقرر الشاب أن يبدأ مشروعًا لصناعة مفاعله الخاص، وكانت خطوته الأولي هي الذهاب لأحد الجامعات المتخصصة في تكنولوجيات الطاقة النووية "إلا أنهم لم يعيروني أي اهتمام"، حسبما يقول الطفل، الذي يؤكد أن رفض المتخصصين مساعدته "زاد إصراري على إنجاز المشروع".
أمس، وفي فصل دراسي عُلقت عليه لافته تشير إلى خطر الاقتراب منه، وقف الطفل أمام جمهور من الخبراء، وحدق باهتمام في شاشة "عداد جيجر" الذي سجل حدوث اندماجًا نووياً بين ذرتي هيدروجين نتج عنهما ذرة واحدة من الهليوم وسط إعجاب وانبهار الخبراء.
يتمني "جيمي" أن يصبح في يوم من الأيام خبيرًا في المفاعلات الذرية، مشيرًا إلى أن مشروعه القادم هو تصميم "هادرون مُصغر"، ويؤكد مدير المدرسة أنه بصدد تسهيل منحة لـ"الطفل العبقري" لدراسة الفيزياء النووية في أحدي الجامعات المرموقة داخل المملكة المتحدة.