كتبت- دعاء الفولي:
"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن احترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة" قسم يتلوه الواقفون على أبواب تولي منصب جديد في مصر، بين رئيس الوزراء، أعضاء الحكومة، أو حتى رئيس الجمهورية، تبدأ المرحلة التالية بعد القسم، بوعود يقدمها المسئول، تتفاوت أو تتفق في نقاط رئيسية، تغلفها أرقام تُذكر، تُكبل وعودهم وتحددها، قد تمر الفترة الرئاسية أو تستقيل الحكومة، بينما لم يتحقق من الوعود سوى "صفر".
حكومة "كمال الجنزوري"، كانت أول ما جاء عقب حكومة المهندس "عصام شرف"، التي أسماها البعض حكومة الثورة، حيث قدم 3 وعود قبيل تشكيله إياها، الاستعانة بوجوه شابة بحكومته بنسبة لا تقل عن 30 في المئة، استحداث وزارات جديدة منها مصابي الثورة والتموين، وأخيرًا عدم الاستعانة بشكل كبير بأشخاص من حكومة "شرف"، وهذا ما خالفه رئيس الوزراء عند اكتمال تشكيل الحكومة، الذي خلا من وجوه شبابية، مابرره "الجنزوري" بعدم وجود كفاءات شبابية للمنصب، وأما الوعد الخاص بعد عودة وجوه كثيرة من حكومة الذي كان قبله، فقد استعان بـ13 وزيرا من حكومة "شرف".
64، كان رقم وعود الرئيس السابق، "محمد مرسي"، عندما أطلق حملته الانتخابية، يتم تحقيقها في خلال المائة يوم الأولى من تولي الحكم، لم يتحقق منها الأغلب، فقد وعد بألا يُقصف للصحفيين قلم، بينما تم التحقيق في عهده مع صحفيين بتهمة إهانة الرئيس، ومنها عودة الأمن للشوارع والكهرباء بشكل منتظم، وقد أبدت حكومة "هشام قنديل" حينها الاهتمام بتنفيذ تلك الوعود، لكن انقضى الأمر دون نتيجة إيجابية في النهاية.
لم تخف حكومة المهندس، "إبراهيم محلب" التي تم الانتهاء من تشكيلها منذ عدة أيام، عن رقم جديد لتعهداتها، وهي 7 وعود، جمعها الوزير في محاربة الإرهاب، فرض الأمن، توفير حلول عادلة تلبي حد المعيشة الكريمة في ضوء الإمكانات المتاحة، الاهتمام بالمشروعات القومية، وتوفير مناخ ديمقراطي سياسي، وإجراء إصلاحات في الجهاز الإداري للدولة، وإحداث توازن في علاقات مصر الدولية، فيما تشهد الأيام المقبلة إمكانية تحقيق "محلب" ووزارته التعهدات أم لا.
يقول "طارق فهمي"، أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية، إن الأرقام التي يستخدمها المسئولون، غير مُلزمة لهم، رغم أن تحديد نقاط معينة أمر يُتبع في العالم كله، لكن في مصر لا يستخدم بمعناه الصحيح، حيث تفتقر خطة الأرقام عادة إلى سقف زمني "ما فائدة تحديد عدد معين من الوعود دون جدول زمني لتحقيقها"، ينتج عن ذلك حسب قول أستاذ السياسة عدم وجود آليات لمحاسبة المسئول من خلالها "الوعود تكررت وقت مرسي وقبله مبارك ولم يحاسبهما أحد"، مشيرا إلى أنه في غمرة الأحداث المتتابعة ينسى الناس الأرقام والوعود.