كتبت- دعاء الفولي:
''مرة ثلاثة، إسباني وإيطالي ومصري.. الأول عمل قطر وجابه مصر والثاني قعد عشان يصلحه راح المصري سرقه'' هذه ليست مزحة غير أنه واقع مرير، يتجلى في تلك الواقعة التي جرت قبل ايام حين قام أحد الأشخاص بسرقة ''فلنكات'' القطار الإسباني، المتجه لمحطة مدينة أسوان والقادم من مدينة القاهرة، بالقرب من منطقة ''الروافع'' بسوهاج، ولولا بطء القطار بسبب الإصلاحات التي تقوم بها الشركة في المنطقة، لأصبح الوضع مميتًا.
القطار 1902، كان ضحية للسارقين الذي قاموا بفك ''الفلنكات'' التي تربط بين قضيبيه، ولا يزيد طولها عن 60 سم متر، الأمر الذي كان كفيلًا، باهتزاز القطار وخروج العربة الأمامية منه عن مسارها، ونتج عن ذلك تلف 120 متر من شريط السكة الحديد، فيما يبقى الأمر بيد جهات التحقيق وكذلك الشركة الإيطالية الموكل لها صيانة القطار.
تعد سرقة ''فلنكات'' القضبان خاصة بسوهاج حدثًا متكررًا، ففي فبراير، استطاع مجهولون سرقة 250 قاعدة حديدية، 500 كلبس و100 مسمار خشبي، بمسافة 500 متر، بين محطتي المنشأة والعيساوية، القريبتين من محافظة سوهاج، وفي سياق آخر، كانت إيطاليا قد قدمت منحة لمصر عام 2008، تهدف لتطوير خطوط السكة الحديد بشكل عام، وتنتهي من إصلاحاتها في أكتوبر 2014.
''الأمر خارج عن سلطة هيئة السكك الحديدة''، قال ''فرج محمود''، أحد المهندسين المسئولين بهيئة السكة الحديد بمدينة أسيوط، إن الشرطة عليها تعيين حراسة أكبر على المناطق المختلفة، والتي تحدث فيها السرقات بشكل دائم، وتجنبًا لوقوع حوادث قد تودي بحياة المواطنين ''الأمر فيه خطورة كبيرة، لولا إن القطر كان ماشي بطيء كان اتقلب تماما''.
وأكد المهندس المختص، أن الشركة الإيطالية كانت بصدد تطوير قضبان تلك المنطقة، وتركيب ''لحام'' بين القضيبين، لمنع العبث بها، ''لكن للأسف لما الشركة تبدأ في تطوير القضبان في منطقة معينة، اللحامات بتركب بعدها بعشر أيام تقريبًا''، وأوضح ''محمود'' أن السكة الحديد بمصر تعاني من قصور في جهات متنوعة، خاصة الناحية الأمنية المتعلقة بخطوط الصعيد، حيث حاول مهندسو السكة الحديد هناك مخاطبة الشرطة بسوهاج أكثر من مرة للدفع بعدد أكبر من الحراسة، مضيفًا أن ''اللي بيسرق جزء من القضبان بيعرض حياة الناس للخطر عشان يبيع المسروقات لتجار الخردة بمبالغ زهيدة''.