كتبت- إشراق أحمد:
يشعر بالاستياء، يهم بالكتابة، خاطرة يسطرها بصفحته على ''فيسبوك''، يتراجع، يتساءل لماذا لا تكون مقطع صوتي؟؛ ''جمهورية السيسي''، يظن البعض أنه عنوان ''حملة انتخابية'' تدعو لترشح المشير ''عبد الفتاح السيسي''، يخيب الظن بعد الضغط على زر التشغيل.
''الناس اختلقت منه مشكلة وحل، المشكلة في ترشحه من عدمه وأن ترشحه هو الحل''، لكل المشاكل التي بات الحديث عنها لا يضاهي ترشح ''السيسي'' للرئاسة في نظر ''عُدي إبراهيم''، فالمبالغة في رد الفعل تجاه قرار ترشح شخص آثار حفيظة مقدم البرامج، فقرر التعبير عن ذلك بالأسلوب الذي انتهجه منذ 25 يناير الماضي، إذ وجد في موقع ''''sound cloud وسيلة مناسبة لتقديم رؤيته كما في البرامج الإذاعية حيث يعمل.
تعليق صوتي لـ''إبراهيم'' يستهل المقطع، يؤكد الكلمات الملحقة به ''البلد كلها مستنية ترشح السيسي، رد فعل الناس في الشارع حاجة عادية جدًا بتسمعه لكن اللي مش بتسمعه رد فعل الوزير وهو ده اللي هنقدمه لك ولو كنت على السرير هتسمع رد فعل الوزير''، دقيقتان تخيل بها الشاب رد فعل عدد من الوزراء عبر مقاطع ''ساخرة'' من الأفلام، يصحبها تقديمه لها.
الصوت محور إهتمام ''إبراهيم''–الذي بدأ مشواره مع الإذاعة منذ سن الثانية عشر-، لذلك اختار لنفسه أن يكون مقدم برامج رغم دراسته للصحافة، يتذكر الأصوات التي ظل يتابعها، ويطلب من والده تسجيلها له فأصبح يمتلك أربعة شرائط فيديو تحوي العديد من الإعلانات، ليس إلا لسماع خلفيتها الصوتية ''كنت بفتكر الناس اللي بتمثل في الإعلان هى اللي صوتها في الخلفية'' حتى نفى له والده ذلك.
في رمضان قبل ما يقرب من 15 عامًا، كان بسن الثامنة، بعد الإفطار حيث الوقت المصرح له من والديه لمشاهدة التليفزيون بعد الاتفاق بـ''حل الواجب عشان تتفرج'' كحال كثير من الصغار في ذلك الوقت، جلس على الأريكة أمام التلفاز لا يحمل جهاز تحكم عن بعد، لم يكن ظهر بعد، على القناة الثانية بدأ الإعلان ''يا رايح روح اسبقني أرض الأحلام وقولي''، يحفظ كلماتها حتى الآن، أول إعلان يتأثر مقدم البرامج الشاب بخلفيته الصوتية، متذكرًا الأيام التي يجلس بها معيدًا لمشاهدة الإعلانات المسجلة، الأمر الذي بات له بعد دخول الإنترنت ''أسهل كتير''.
يبحث عن المقاطع المناسبة، مؤمنًا أن ''الابتسامة أقصر الطرق للمستمع''، الأمر الذي دفعه للاستمرار في تقديم المقاطع الصوتية الساخرة، حتى وصلت إلى مقطعه إلى الخامس هذا فـ''الكوميديا السوداء محببة'' و''لو مشيت مع مود الأحداث هكون مكتئب فقررت أسخر من الوضع'' الذي يراه ''أكثر سوداوية من بعد الثورة''.
ما يقرب من خمسة أسابيع استغرق بها تنفيذ المقطع ليخرج بالصورة الساخرة، فتجميع ''قفشات'' الأفلام لتناسب شخصية الوزير أصعب ما في الأمر خاصة أن المدة الزمنية قصيرة، وما كان اختياره لذلك إلا لتوقع أن ''كل الناس قبل ما بتنام على السرير ممكن بتقلب الأخبار في دماغها وتسأل هو الوزير عارف اللي إحنا عايشين فيه''، في حين أن تصريحات الوزراء ورد فعلهم تجاه المشاكل الكثيرة التي تمر بها البلاد أقل مما يجب.
يستمر المقطع بـ''القفشة'' المقدم لها صوت ''إبراهيم'' بدا فيه السخرية، وجدها مناسبة لطبيعة المقطع الذي اختار به لوزير الداخلية كلمات غير مفهومة، فقد سمعه بمؤتمر بعد حادث تفجير يتحدث عن البدء في جمع معلومات لمواجهة الإرهاب ''طيب ما هي الحكومة أصلاً مُشكلة لمحاربة الإرهاب دلوقتي جاي تقول كده''، ووضع وزير الكهرباء في الموقف ''اللي بيضايق 90% من المصريين''؛ قطع الكهرباء، فكانت ''القفشة أنه بالحمام''، وكذلك وزيرة الصحة ووزير الخارجية الذي وجد قراراته ''دايما في تواكل''، ليختتم المقطع بـ''أنتو أصلاً ما تعرفوش وزير التموين ولا السياحة ولا الخارجية مافيش غيره هو واحد بس''.
تعليقات سلبية استقبلها الشاب، البعض فضل حديثه أكثر من استخدام ''القفشات'' لكن ''إبراهيم'' وجد في ذلك وسيلة أفضل لتوصيل الفكرة لأن ''لو اتكلمت يا إما هيبان إني موجه أو عدد قليل اللي هيكمل التراك للأخر'' فضلًا عن مقاطع الأفلام كتعليق أسهل وقعها لدى المستمع من الكلمات التنظيرية، وآخرون وجدوا أن الدقيقتين مدة قصيرة ''حسينا إن المقطع خلص فجأة''، وهذا ما تعمده الشاب لتصل الرؤية سريعة دون ملل.
''بابا شارو'' الصوت الذي أثر في ''إبراهيم'' :''بيخليني ابتسم مش أضحك''، رسالة وضعها الشاب العشريني نصب عينيه يسعى إليها ''نفسي أخلي الناس تبتسم''، فالسخرية التي اتبعها ويريدها لا تدعو للضحك، الأولى ''تُسعد والفكرة توصل ما تقفلش الدماغ'' بينما الثانية يكون فيها ''العقل مش شغال''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا