كتبت- إشراق أحمد:
صباح كل يوم، مع فتح أبواب محل بقالته، يهم ''فرج ماركت'' -كما يطلق عليه- بتنظيف محيط متجره، اعتاد الرجل الثلاثيني ذلك ولا يجد فيه غضاضة مع مرور عمال النظافة أو لا، بينما يضيق صدر ''ياسر رضوان'' طوال عامين لقيامه بنقل مخلفات ''الكشك'' الخاص به وإلقائها في صندوق القمامة المتواجد بالشارع كما يفعل بمنزله.
بالنسبة لـ''فرج'' الأمر ''عادي'' أما ''رضوان'' فحالة ''مجبر أخاك'' خاصة مع إنفاقه 15 جنيها على فاتورة الكهرباء نظير النظافة.
كلاهما يفعل ما ناشد به ''عزت خرسا'' رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل أصحاب المحال والمواطنين بتنظيف الشارع أمام محالهم ومنازلهم تعاونًا مع المحافظة لحين انتهاء الإضراب الذي بدأه عمال القطاع قبل أربعة أيام، لكن كلٌ برد فعل مختلف.
مشيرًا إلى عينيه مبتسمًا مؤكدًا قيامه بما ناشد به رئيس الهيئة ''إحنا عنينا للحكومة كده كده بنضف قدام المحل والناس بتعدي برضه الصراحة'' قال ''فرج''، في حين امتعض الشاب العشريني مشيرًا إلى بعض الكراتين المتواجدة جوار ''الكشك'': ''بنديهم فلوس ومابيعملوش حاجة'' معبرًا عن ما يتم تحصيله على إيصال الكهرباء.
مناشدة المواطن حتى ''يُكفي نفسه'' في ظل وجود أزمة، لم تأت بها هيئة النظافة التي تولى رئيسها ''خرسا'' منصبه مع بدء إضراب عمال النظافة، قبل أعوام ثلاث كان بيان ''المجلس الأعلى للقوات المسلحة'' لأي مظاهرة تحمل شعار ''جمعة ...''، لا يخرج عن ''على القوى الداعية تحمل مسؤوليتها في التأمين والحفاظ على المنشآت الخاصة والعامة والمناطق التي سيتم التجمع بها''.
استمر الأمر مع حكومة هشام قنديل التي تعد الأولى رسميًا بعد أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد حينما تم الدعوة للتظاهر أمام قصر الاتحادية فخرج تعليق رئيس الوزراء السابق بأن ''توفير الحماية للمتظاهرين بالأساس مسؤوليتهم'' والشرطة تقوم بالتأمين لكن ''من بعيد''.
وزارة الداخلية هي الأخرى كان لها تصريح ''بالمناشدة''، حينما قال مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي عقب الأحداث التي وقعت بعد مباراة ''الأهلي والصفاقسي'' بأنه ''لا تأمين لمباريات كرة القدم بحضور الجماهير بعد اليوم، الأندية الراغبة في وجود جماهير عليها تأمين مباريتها بنفسها''.
''طريقة متعمدة من الحكومة عشان يخلقوا رأي عام مضاد'' قالتها ''داليا موسى'' باحثة بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فالتصريحات الموجهة بشأن التأمين ما تكون في الغالب سوى ''رسالة تهديد'' للمشاركين بالمظاهرات ''يا تبطلوا مظاهرات يا تستحملوا''، وفي حالة الإضراب تضع عبء على العمال المحتجين لأنهم ''مطالبين أنهم يوضحوا للناس السبب''.
وأضافت ''موسى'' أن مثل تلك التصريحات لا تخلق سوى رأي عام مضاد للحكومة وليس كما تتصور ''بتسوء صورتهم أكتر ما بتعاونهم لأنها بتدل على إزاي بتفكر''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا