كتبت - يسرا سلامة:
نصف دراسي قصير يبدأه طلاب المدارس علي كافة الجمهورية، يستعد فيه الطلاب لمزيد من المعرفة والعلم، خاصة مع أولئك الذين لا يعرفون عن العالم إلا قليلاً، أبناء الصف الاول الإبتدائي، على موعد مع درس ''محذوف'' عن الثورة.
''ثورة العصافير'' اسم الدرس الثالث الذى تم إقراره على الطلبة في الصف الأول الإبتدائي، تحديداً في مادة اللغة العربية، والذي يشرح قصة الثورة بشكل يتلائم مع عقلية الاطفال، تحت شعار ''أنظر وعبر''، القصة بسيطة، ملك يحبس العصافير، يمنع عنها الطعام، حتي صرخت بصوت أزعج الملك.
توقف الطعام واستمر ضرب الحارس، حتي مات عصفور، حزنت العصافير، صرخت ''ارحل ارحل'' فهرب الملك، فاحتفل الثوار، لكن الدرس تم حذفه من مناهج الوزارة، تبعاً للموقع الإلكتروني الذي يحدد مناهج الفصل الدراسي الثاني لعام 2014.
''أحمد السعيد شلبي'' مستشار اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم يقول إن الحذف ليس له علاقة بالسياسية، وإن الأمر مجرد تخفيف علي الطلاب، فالفصل الدراسي الثاني يلاحقه التأجيل، ولأكثر من سبب، قررت الوزارة أن تختار مجموعة من الدروس فقط لإقرارها وحذف الأخر.
ويشير ''السعيد'' إلى أن الدرس متواجد في الكتاب الحكومي، الموجود بين يدي الطلاب، ولا نية مبيتة لحذفه، مؤكدًا أنه متاح لـ''القراءة الحرة''، بعيداً عن المنهج، ووفقاً للخطة المنهجية التي وضعتها الوزارة لتتلائم مع الظروف الحالية، بعد قصر مدة الفصل الدراسي المقبل.
لم يعلم الطالب بالصف الأول الإبتدائي ''أحمد محمد أحمد'' بمدرسة ميت عقبة أي شئ عن الحذف من دروسه، لكنه أبدى حماسة لأن يدرس شيئاً عن الثورة، خاصةً وأن أسئلة الصبي لوالدته عن السياسية لم تتوقف طالما استمرت الأحداث على شاشة التلفزيون بالمنزل.
''أحمد علي طول متحمس للي بيحصل في البلد'' تقولها والدته ''أسماء'' عن ردود فعل الصبي، ''هما بيعملوا في البلد كده ليه، احنا بندافع عن بلدنا، والبلد المفروض تمشي مش تقف''، قالها الصغير عن الثورة.
''أنا مخدتش الدرس بس عادي يعني'' قالتها ''رحمة أحمد محمود'' بالصف الأول الإبتدائي بمدرسة النصر، مثلها مثل ''أحمد''، لم تسمع أحاديث السياسية من المدرسة، لم يفرق مع الفتاة كثيراً أن يتم إلغاء درس أو وضع آخر، لكنها تشارك والدتها في أراءها السياسية، متأثرة بها ''نفسي البلد تبقي حلوة، والناس ما تموتش كتير ومحدش يضرب فيهم''.
يرى الأستاذ ''محمد فوزي'' مدرس اللغة العربية بمدرسة ''ميت عقبة''، أن الموضوع هادف، لإنه يربي فكرة الثورة عند الأطفال، ويبعث لهم برسالة عن التعبير عن مطالبهم.
ولم يواجه المدرس باللغة العربية أسئلة عن السياسية من أطفال المراحل الأولي من المرحلة الإبتدائية، مضيفاً أنه ''عيال صغيرة'' بحسب تعبيره، والأسئلة السياسية كثيرة في المراحل المتقدمة من المرحلة الإبتدائية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا