كتبت- هبة البنا:
نقل معبد أبو سمبل عام 1964 من مكانه الأصلي ببطن جبل جنوب أسوان الذي توجد به بحيرة ناصر الآن، لمكان يرتفع عن مستوى نهر النيل بمائتي متر، وذلك إنقاذا للمعبد من الغرق بالمياه التي تراكمت منذ بناء السد العالي.
تسبب عملية النقل هذه، والتي تمت عن طريق تقطيع المعبد إلى قطع مرقمة ومن ثم إعادة بنائها، تسببت في تغيير ظاهرة هندسية هامة تعد من أهم سمات المعبد، فكانت الشمس تضيء وجه رمسيس الثاني وثلاثة تماثيل مجاورة له، في يومي 21 فبراير و21 أكتوبر من كل عام، ليتغير هذان اليومان بعد نقل المعبد، فيضيئ فوجه رمسيس يومي 22 فبراير و22أكتوبر.
تدخل أشعة الشمس في الصباح المبكر إلي مكان بداخل المعبد يسمى ''قدس الأقداس'' وتصل إلي التماثيل الأربعة، فتضئ هذا المكان العميق في الصخر والذي يبعد عن المدخل بحوالي ستين متراً.!!
وفي الساعة الخامسة وثلاثة وخمسين دقيقة في يوم 22 أكتوبر من كل عام يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس فيضاً من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس.
ويتزامن تعامد الشمس في فبراير مع بداية موسم الحصاد في مصر الفرعونية، بينما يتزامن تعامد أكتوبر مع بداية موسم الزراعة.
يقول موقع الهيئة العامة للاستعلامات إن تعامد الشمس على معبد أبى سمبل مرتين في العام تستند إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماماً وغروبها من نقطة الغرب تماماً في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريباً كل يوم إلى ناحية الشمال حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و 27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.رمسيس الثاني.
وأن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و 22 فبراير من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التي تدخل منها الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة. وأن القدماء المصريين جعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافاً صغيراً قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.
وأول من رصد هذه الظاهرة كانت المستكشفة اميليا ادوارذ والفريق المرافق لها في عام 1874 حيث قامت برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 ألف ميل فوق النيل.
ويستمر التعامد لمدة 20 دقيقة، يشهدها جمع من المسؤولين المصريين والأجانب، وتثبت شاشات خارج المعبد لتمكين أكبر عدد من الجمهور من متباعة الظاهرة، كما تشهد مدينة أسوان تكثيفات أمنية استعدادا للاحتفال والذي يتوقع أن يحضره أكثر من ثلاثة آلاف زائر.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا