كتبت- نسمة محمود:
لازال الفرق بين الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بنسبة عالية ، والذين يتذكرون الأحلام بنسبة ضعيفة لغزاً يحاول الباحثون العثور على حله عن طريق اجراء العديد من الدراسات ، حيث قام فريق بقيادة ''برين روبي'' الباحث بمركز علم الأعصاب بليون بدراسة نشاط الدماغ لكلاً من الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بنسبة عالية ، والذين يتذكرونها بنسبة ضعيفة نظراً لأن بعض الأشخاص يتذكرون أحلامهم كل صباح، والبعض الآخر نادراً ما يتذكر حلماً واحداً كل فترة.
وفى دراسة نشرت بمجلة علم الأدوية النفسية العصبية أوضح الباحثون أن كلاً من التقاطع الصدغي الجداري، ومركز معالجة المعلومات يكونا أكثر نشاطاً عند الذين يتذكرون الأحلام جيداً، وأن زيادة النشاط في هذه المنطقة من الدماغ من الممكن أن يسهل توجيه الاهتمام نحو المؤثرات الخارجية ، وتعزيز الانتباه أثناء النوم، وبالتالي يسهل ترميز الأحلام في الذاكرة.
وفى يناير 2013 أشار الفريق الذى يقوده ''روبي'' إلى ملاحظتين في أعماله المنشورة بمجلة القشرة الدماغية تمثلا في أن الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بنسبة مرتفعة لديهم وقتًا من اليقظة أثناء نومهم يساوي مرتين وقت اليقظة الذى يمتلكه الأشخاص الذين نادراً ما يتذكرون الأحلام، وأدمغتهم أكثر نشاطاً للمؤثرات السمعية أثناء النوم وهذه الزيادة في تفاعل الدماغ قد تساعد على اليقظة أثناء الليل مما يسهل تذكر الأحلام خلال فترات قصيرة من اليقظة.
وعن طريق استخدام التصوير المقطعي قام الباحثون بقياس تلقائية نشاط دماغ 41 متطوعاً خلال اليقظة والنوم، وقسموهم إلى مجموعتين سعياً وراء تحديد أي المناطق تميز بين الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بقوة، والذين نادراً ما يتذكرونها، ووجدوا أن الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام جيداً هم من يتذكرونها بمعدل 5.2 في الأسبوع، أما الذين يتذكرونها بدرجة ضعيفة يتذكرون حلمين فقط في الشهر، كما أظهر من يتذكروا الأحلام بدرجة عالية أثناء النوم واليقظة نشاطاً تلقائياً أقوى في كلاً من قشرة الفص الجبهي، وفى التقاطع الصدغي الجداري (عبارة عن منطقة من الدماغ تشارك في توجيه الانتباه نحو المثيرات العصبية) مما قد يفسر السبب وراء أن الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام جيداً أكثر تفاعلية للمؤثرات البدنية ، ولديهم تنبيهاً أكثر أثناء النوم ، وبالتالي ترميز الأحلام في الذاكرة لديهم يكون أفضل من الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بنسبة ضعيفة.
وأشار ''روبي'' إلى أن الدماغ النائمة في الواقع ليست قادرة على حفظ المعلومات الجديدة بل هي في حاجة إلى الإيقاظ لتكون قادرة على القيام بذلك، ولاحظ ''مارك سلومز'' الطبيب النفسي العصبي بجنوب أفريقيا في دراسات حديثة أن الإصابات في هاتين المنطقتين من الدماغ قد يقود إلى وقف استدعاء الحلم، وجاءت نتائج الفريق الألماني لتوضح الاختلافات بين النشاطات العقلية عند الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بنسبة عالية، والذين يتذكرونها بنسبة ضعيفة وأشارت إلى أنهم يختلفون من حيث درجة حفظ الأحلام ، ويختلفون أيضاً في إنتاج الأحلام ، كما أن من المتاح للأشخاص الذين يتذكرون الأحلام بدرجة كبيرة أن ينتجوا كمية كبيرة من الأحلام أكثر من الذين يتذكرونها بدرجة قليلة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا