كتبت - رنا الجميعي:
على مدى سبع سنوات، ومع بداية شهر يناير تُعلن لجنة الجائزة العالمية للرواية العربية أو ما يُعرف ''البوكر'' بالقائمة الطويلة التي عادة ما تحتوي على روايات من ستة عشر دولة، وتختصر القائمة إلى القصيرة في شهر فبراير إلى ستة روايات، إلى أن تُعلن النتيجة بنهاية شهر إبريل في معرض أبو ظبي للكتاب.
أصبح الحوار قائمًا حول اختيارات لجنة التحكيم مجهولة الهوية من أجل نزاهة الجائزة، وحتى إعلان فوز الرواية، ولا يُعرف ما تستند عليه في فوز روايات بعينها وخروج روايات أخرى من القائمة، وقد تنوعت اختياراتها ما بين مضامين مختلفة للروايات ومختلف الدول العربية.
تقول دكتور سهير المصادفة ''جميع الجوائز المصرية والعربية مازالت حديثة العهد، وتسعى في أول طريقها لتدشين سمعة حسنة، بخلاف الجوائز العالمية التي تميزت بقوائم مهمة مثل نوبل والجونكور الفرنسية والبوكر الدولية، وهي جوائز تجاوزت القرن من الزمان أو أكثر''، وتضيف أن الجوائز العربية ماهي إلا عبارة عن مكافآت مالية يتم توزيعها، وتشير المصادفة إلى أن الجوائز العربية مازال أمامها طريقًا طويلًا حتى تصبح جوائز جادة.
ترى صاحبة رواية ''رحلة الضباع'' أن الجوائز العربية عليها أن تضع معايير وآليات واضحة للاختيار، بالإضافة إلى التخلص من هيمنة دور النشر ومبدأ ''الشللية'' وفساد ذوق المحكمين الثابتين في مواقع لجان التحكيم، وتعتقد المصادفة ان الروايات العظيمة موجودة سواء كانت منضمة إلى جائزة أم لا، وتقول أنها تنتظر دون النظر إلى الجوائز أعمال كتاب أمثال رضوى عاشور ومحمد المنسي قنديل.
أما الكاتب جمال الغيطاني فيرى أن الميزة الوحيدة لجائزة البوكر العربية هي لفت النظر إلى بعض الأعمال الجيدة، ولكنه يعتقد أن وصول رواية ''الفيل الأزرق'' لكاتبها أحمد مراد، للقائمة القصيرة الحالية يضع علامات استفهام على اختيارات الجائزة والشروط التي تعتمد عليها، ويرى أن اختيار تلك الرواية ماهو إلا تكريس لشكل كتابة يهتم بالمبيعات أكثر وليس الأدب.
ألقى صاحب ''الزيني بركات'' الضوء على جائزة البوكر البريطانية التي تعتبر بمعايير وتقاليد معروفة وتُعطى للشباب وتكون بمثابة شهادة ميلاد لهم ...على حد قوله ''لكن احنا عندنا أول مرة فاز بها كاتب مخضرم هو بهاء طاهر''، ويرى الغيطاني أن الرواية العظيمة هي التي تضيف إلى الجائزة وليس العكس.
يخالفهما الرأي الكاتب عمر طاهر الذي يرى أنه ليس بمجال ليعرف ماهي الشروط التي تستند عليها اللجنة في اختياراتها، وأن الأمر نسبي بين القارئ والمُحكّم حيث يختلف رأيهما بشأن الروايات التي تصل للجائزة، كما يوضح أن جائزة البوكر أعطت ثراء في مجال الأدب وبين القرّاء حيث ألقت الضوء على كثير من الروايات والكتّاب.
أما عن رأي القُرّاء بشأن جائزة البوكر، يقول أحمد منعم، خريج جامعة القاهرة، في سؤاله عن شروط لجنة تحكيم البوكر'' احنا كعرب نعطي مساحة مبالغ فيها لنظرية المؤامرة، لأن عندنا احساس مبالغ فيه تجاه أهمية الكُتّاب اللي بندعمهم، وده بيظهر في نظرة القارئ العربي للجوائز الممنوحة'' وأضاف أن الشخصية العربية قليلًا ما تتسم بالاحترافية تجاه تقييم الآخرين، وبرغم من ذلك يرى منعم أن فوز رواية مثل عزازيل رغم حساسية ما تناولته يعطي تقديرًا تجاه لجنة التحكيم، وكذلك رواية ساق البامبو حيث أن كاتبها شاب وتتناول قضية مجتمعية حساسة تمس مجتمع منغلق مثل الكويت، على حد قوله.
وعلى الجانب الآخر يرى ياقوت عبدالقادر، المهندس الكيميائي، أن اختيارات البوكر في عاميها الأول والثاني كانت موفقة و تعتمد على موهبة الكاتب، واستدرك قائلًا أن مؤخرًا اعتمد التحكيم على اسم الكاتب والضجة الناتجة عن الرواية، ويرى عبدالقادر أن بسبب محاولة لجنة التحكيم تنوع الروايات القادمة من دول مختلفة يكون هذا على حساب الابداع وموهبة الكاتب، وهذا ما ينتج عنه تواجد رواية لا تستحق البوكر، على حد قوله.
وبرغم من ذلك يؤكد الشاب العشريني على أن وجود رواية ما بالبوكر يعطيها زخم، حيث يقرر عبدالقادر تقييم الروايات المُختارة بالقائمة القصيرة.
أما علياء محمد، خريجة كلية الاعلام، فبقدر ما يهمها قراءة اختيارات البوكر، بقدر ما يخيب أملها في روايات مبدعة، وبخاصة هذه السنة فتقول ''انا قريت تلات روايات لحد دلوقتي من القائمة القصيرة، والتلاتة ميستحقوش حتى الوصول للقائمة الطويلة''، وتستغرب علياء من خروج رواية ''في حضرة العنقاء والخل الوفي'' لكاتبها اسماعيل فهد اسماعيل التي تحمل مقومات الرواية الناجحة، على حد قولها، وترى الفتاة العشرينية أن لجنة تحكيم البوكر لا تعتمد فقط في اختيارها على جودة الرواية ذاتها وإنما على مدى رواج العمل الأدبي، ومدى إقبال القراء عليه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا