كتبت- نسمة محمود:
كما في ترمومترات الحرارة، تقوم بعض الأقمار الصناعية بحمل أدوات توفر رؤية شاملة لدرجة حرارة سطح البحار والمحيطات، حيث أن قياس درجة حرارة البحر يعد شيئاً هاماً لتحسين الطقس، وتنبؤات المحيطات، والبحوث الخاصة بتغيير المناخ.
وأظهرت الأقمار الصناعية والقراءات المحلية أن درجة حرارة سطح البحر ارتفعت سريعاً منذ عام 1970 تماشياً مع ظاهرة الاحتباس الحرارى لكوكبنا، لكن هذه الزيادة تباطئت بشكل ملحوظ في الخمس عشر سنة الماضية، وفي المقابل حدثت تغيرات أخرى مثل زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وارتفاع مستويات سطح البحر، وانخفاض جليد بحر القطب الشمالي التي لم تشهد نفس الانخفاض في الاتجاه وبالتالي لوحظ أن المناخ الأرضي دائم التغير.
كما تكهن العلماء أن التغيير في تبادل مياه المحيطات بين مياه السطح الدافئة، والمياه الباردة العميقة الموجودة على عمق 700 م يمكن أن يكون أحد أسباب حدوث هذا الارتفاع الشديد في درجة حرارة سطح البحر، وكأن ظاهرة الاحتباس الحرارى تختبأ تحت الماء .
لكن الماء الدافئ لن يختفى تحت سطح البحر إلى الأبد حيث يعتقد العلماء أنه قد يعاود الظهور في وقت لاحق أو تؤثر عليه المؤشرات المناخية الأخرى مثل مستوى سطح البحر أو دوران المحيطات .
وقال نيك راينر من مركز هادلى بمكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة أن بإمكاننا مراقبة التغيرات في درجة حرارة سطح البحر من القرن التاسع عشر فصاعداً باستخدام الملايين من القياسات التى جمعها المراقبون تطوعاً فى البحر والمعلومات التى تتدفق حول المحيطات .
كما سعت مبادرة تغيير المناخ بوكالة الفضاء الأوروبية إلى تطوير معلومات درجة حرارة سطح البحر من الأقمار الصناعية التى تقدم تقييمات مستقلة لهذه التغيرات على مدى العقود القليلة الماضية .
ويقول ''كريس ميركانت'' القائد العلمي لهذا المشروع إنه عند مقارنة التغيرات في المتوسط العالمي لدرجة حرارة سطح البحر من هذين المصدرين فإننا نراهم يوفرون صورة ثابتة منذ عام 1996 مستطردًا ''نحن نعمل الآن على تطبيق أساليبنا على الأقمار الصناعية فى وقت سابق من أجل توسيع نطاق المعلومات المعتمدة على الأقمار الصناعية الفعالة التى تعود إلى عام 1980 .''
وأضاف ''برانر'' أن هذا سوف يسمح لنا أن نجمع بمزيد من الثقة معلومات عن درجة حرارة سطح البحر من الأقمار الصناعية مع القياسات المجمعة فى المحيط لبناء صورة من المتغيرات السابقة أفضل وأكثر اكتمالاً .