كتبت- دعاء الفولي:
ازداد وضع الصحفيين المصريين صعوبة في السنوات الماضية، حيث ظهرت في الصورة حوادث الاعتقال العشوائي والقتل والاعتداء، وذلك وفقًا لتقرير جديد نشرته اللجنة الدولية لحماية حقوق الصحفيين، حيث أوردت بعض إحصاءات فيما يتعلق بحالهم في عامي 2012 و2013، ووثقت اللجنة حوالي 78 حالة اعتداء على الصحفيين، بداية من أغسطس 2012، وحتى 3 يوليو الماضي، أغلبها على حد قول اللجنة اعتداءات من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وعقب 3 يوليو، قُتل تقريبًا خمسة صحفيين مصريين، وتعرضت مكاتب 11 وسيلة إخبارية للمداهمة، كما تحدثت اللجنة عن اعتقال ما لا يقل عن 44 صحفيًا، كان خمسة منهم على الأقل خلف القضبان حتى نهاية 2013.
في عام 2012، قررت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، إنشاء قائمة بالدول الخطرة على الصحفيين، لأسباب عدة، قتل الصحفيين، الحبس، الرقابة عليهم، التشريعات المقيدة وغيرها، وقد دخلت مصر عام2013، في تلك القائمة للمرة الأولى، بسبب قتل الصحفيين، بل وأصبحت تبعًا للجنة، ثالث أخطر دولة عالميًا على الصحفيين الموجودين فيها، بعد سوريا والعراق.
''عبير السعدي''، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قالت إن تقرير لجنة الحماية جاء صادمًا، موضحة أن ذلك يدق ناقوس الخطر بشكل أكبر من كل مرة ''يكفي أننا فقدنا في يوم واحد 4 صحفيين وهو 14 أغسطس 2013''، كما أن عد الصحفيين الذين قُتلوا كان محصورًا في الستة أشهر الأخيرة، إذ تحولت مصر إلى بلد أكثر دموية على حد قولها.
القتل ليس الأمر الوحيد الذي يُزعج عضو النقابة، فهناك القبض العشوائي على الصحفيين، بالإضافة للاعتداء عليهم من قبل الأطراف المتصارعة في الشارع، وامتد الأمر ليشمل عقاب الصحفيين على معارضتهم للنظام الحالي على حد تعبيرها، حيث ذكرت مثالًا للصحفية ''تهاني إبراهيم''، التي سَتمثل ورئيس تحرير جريدة الوفد ومدير التحرير أمام القضاء، بسبب مقال كتبته بالجريدة طالبت فيه وزير العدل أن يخلع عن تعامله مع القضايا الصبغة السياسية.
''شهدت أكثر من عهد لكن ذلك الأسوأ على الإطلاق''، قالت ''السعدي''، موضحة أن أبسط حقوق الصحفيين هو انتقادهم للسلطة طالما في الحدود الأخلاقية، لكن ذلك لم يصبح متاح، بالإضافة لشباب الصحفيين الذين يُنكل بهم يوميًا أثناء العمل في الشارع، وكنتيجة لذلك فقد أكدت أن النقابة ستتخذ خطوات بشكل أوسع للاعتراض على القمع ''النقابة يجب ألا تكون وسيلة للإنقاذ السريع فقط''.
''محمود علم الدين''، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قال إن التقارير الدولية بشأن الوضع المصري فيما يتعلق بحقوق الإنسان، تتسم بالمبالغة، فهي تقوم بتوظيف بعض الوقائع التي لا تعتبر خط عام في الدولة، وتبني تقارير عليها توحي بعدم الاستقرار بمصر ''المنظمات الغربية في النهاية تتبع الخط الأمريكي.. فتتحدث عن المشاكل في الدول الأخرى وتتجاهل أوضاع حقوق الإنسان بأمريكا والدول الأوروبية''.
على جانب آخر، طالب الأستاذ الجامعي الجهات المصرية المعنية، سواء هيئة الاستعلامات أو نقابة الصحفيين، بالتحقيق في تلك التقارير لتوضيح مدى صحتها ''رغم تأكدي أنها تحمل قدر من المبالغة ولا تتسم بالدقة ولا الموضوعية لكن يجب التحقيق بشأنها''.
''سالم أبو الضيف'' الأخ الأكبر للصحفي ''الحسيني أبو الضيف'' الذي قُتل بأحداث الاتحادية أواخر 2012، قال إن نقابة الصحفيين والحكومة المصرية لم يأتيا بحق أخيه حتى الآن، والذي لن يتوفر على حد قوله، إلا بتحقيق أكثر دقة في وقائع قتله ''التحقيقات أكدت أنه تم قتله من قبل الإخوان المسلمين لكنها لم تحدد من القاتل حتى الآن''، وبالتالي يرى أن المنظمات الدولية عليها أن تضغط من الخارج على الحكومة المصرية والنقابة للإهتمام بهذه القضايا بشكل أسرع.
أما نقابة الصحفيين فقد كان دورها متخاذل على حد قوله ''حاولنا إقناع النقابة بالضغط على النائب العام لدفع عجلة التحقيقات لكن ذلك لم يحدث''، مُضيفًا أنهم اعتصموا في إبريل الماضي لمدة 27 يومًا داخل النقابة لأجل ذلك دون نتيجة.