كتبت- يسرا سلامة:
هل للدبلوماسية عمر؟ وهل للسياسة خط للنهاية؟ ربما.. لكن معه الأمر محسوم، السياسة علي طول الخط، وليس لها عمر، هي متنفسه حتي وإن بلغ الثامنة والسبعين من عمره، وإن بلغ من عمر السياسة ما هو أكثر من ذلك، إنه السفير والدبلوماسي والمرشح الرئاسي السابق ورئيس لجنة الخمسين ''عمرو موسي''، والذي قاد لجنة الخمسين لتخرج بدستور تم قبوله بنسبة عالية.
بين أكثر من منصب وأكثر من لقب، تقلد ''موسي'' صاحب السيجار الشهير عدة مناصب سياسية رفيعة، بداخل مصر أو بخارجها، حتي بعد أن اختلف وجه النظام السياسي في مصر لينتقل من مبارك إلي العسكري وإلى أقصي النقيض فى يد جماعة الإخوان المسلمين، كان لـ''موسي'' موقعاً داخل رقعة السياسة.
مع كل انتخابات رئاسية تلوح في الأفق، لم يخفت نجم ''موسي'' مع صعود نجم آخرين، ليحافظ بدبلوماسيته المعهودة علي موقع أشبه بـ''الرجل الثاني'' داخل أروقة الحكم، فالرجل أعلن عن نية مرشح آخر في الترشح للرئاسة، وهو المشير ''عبد الفتاح السيسي''، ليكون بذلك لسان المرشح المحتمل للقصر الرئاسي.
اجتماع ''موسي'' مع ''السيسي'' في مقر وزارة الدفاع قبل سفره إلى موسكو يطرح تساؤلات عن موقع الرجل في الدولة الجديدة عقب الانتخابات الرئاسية، والذي لم يكن الأول مع مرشح رئاسي، إذ أعلن ''عبد المنعم أبو الفتوح'' رئيس حزب مصر القوية إلى ''موسي'' أيضاً خبر عدم رغبته فى الترشح إلى الرئاسة، ليعلن ''موسي'' الأمر للمشاع قبل إعلان صاحب الشأن نفسه، ليبقي الدبلوماسي محل انتقادات.
تلك الانتقادات لم تكن الأولي التى تطال ''موسي''، حيث ظلَ عراب الدبلوماسية في مرمي الاتهامات بأنه رجل ''الفلول'' وقت أن أعلن نيته للترشح في الرئاسة فى الانتخابات المصرية 2012، ليخرج المرشح الرئاسي من المشهد ب 2.5 مليون صوت، لناخبين رأوا فيه صورة ''رجل الدولة''.
''مقعد فى المعارضة'' انتقل له الزعيم المخضرم بعد خسارة جولة رئاسية، كان في البداية علي مسافة واحدة من النظام الجديد، سرعان ما حسم موقفه عقب الإعلان الدستوري لـ''مرسي''، قيادي بجبهة الإنقاذ الوطني كان هو وجهة موسي، ليلمع نجمه السياسي مرة أخري بعد أن تقلد منصب رئاسة لجنة الخمسين لكتابة التعديلات الدستورية، والذي لم يكن اختياره قبيل الصدفة، لكن لرؤية حنكة سياسية تحتاجها المرحلة السياسية فى ذلك الوقت العصيب.
موقع ''موسي'' في المشهد الجديد لم يكن محل ترحيب من الجميع، بل مرمي لسهام الانتقاد، من مرشح رئاسي سابق وجديد، هو ''حمدين صباحي'' القيادي بالتيار الشعبي، الذى انتقد ''موسي'' بأنه ''المتحدث باسم السيسي''، رغم احترام ''موسي'' لقرار ''صباحي'' بالترشح فى الانتخابات القادمة، ليضع التساؤلات حول مصير الرجل في منصب قادم داخل مصر 2014 ما بعد الانتخابات الرئاسية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا