كتبت - رنا الجميعي:
يعبرون عن الثورة، هكذا كان رأي أغلب مؤيدي الثورة عنهم، وارتأوا فيهم الأمل الذي يحقق أهداف الثورة، كُلٍ في منصبه، و تمنوا أن بإمكانهم تغيير تلك المنظومة الجامدة بآرائهم وأفكارهم الحية، ولكن ما حدث أن تفتت تلك الآمال حال استقالتهم التي تمت سريعًا، ولم يبق أحد ليحقق ما طلبته الثورة.
لم يمر أكثر من شهرين على انتخاب منى مينا، أمينًا عام نقابة الأطباء، تحت تيار الاستقلال، ومن المعروف أن منى مينا من أطباء الثورة، وعضو بارز في المستشفى الميداني، حتى قدمت استقالتها، وعبرت عبر بيان لها على موقع الفيس بوك، أنها تجد نفسها في موقع مسؤولية في لحظة يعاني فيها الأطباء من تردٍ وانقسامات حادة في مواقفهم.
الكثير يرى أن محمد البرادعي هو صوت الثورة، وحينما وصل لمنصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت للعلاقات الخارجية، عدلي منصور، آملوا أن يروا تغييرًا و ترجمة لأهداف الثورة في الواقع، ما لبث شهرين واستقال من منصبه، اعتراضًا على فض اعتصامات تأييد محمد مرسي.
وحتى الآن لم يستمر صوت للثورة سوى فترات قصيرة، وسرعان ما تخلوا عن مناصبهم، تاركين مؤسسات دولة خالية مما يعبر عن الثورة، قال "عمرو بدر" المنسق العام لحملة حمدين صباحي " قبول أي منصب حق، والاستقالة أيضًا حق".
كما استغرب حالة الصدمة المجتمعية من فكرة الاستقالات حيث يرى أن الاستقالات مؤشر صحي ودليل على عدم قدرة المسئول على تحقيق ما هو مطلوب منه بدلًا من التواجد بمنصب دون أية جدوى، وأضاف "على مدار30 سنة مفيش شخص استقال عشان كدا فكرة الاستقالات مش مقبولة في المجتمع"، و فسر أن استقالة من أطلق عليهم "التيار الجديد" هو لسعيهم للمطالبة بالتغيير وسط نظام مازال قديم ولم يتغير.
يرى "أمين اسكندر"، رئيس حزب الكرامة، أن استقالة البرادعي تختلف عن وضع استقالة منى مينا "البرادعي انسحب من مسئولية كان المفروض يقوم بيها لكنه لم يتحمل".
أما في حالة منى مينا فقال "جموع الأطباء متصورين انها بتنوب عنهم، ودي مشكلة كبيرة، اذا مكنتش الجماعة تتحلق حول المنتخب منهم، الدكتورة مش هتقدر تحل لوحدها"، وأضاف أن الشعب أمام منظومة لا تتغير وليس أمام مجلس نقابة جميعه من الثوار، ويرى "اسكندر" أن الاستقالة تدل على عدم تحمل مسئولية كبيرة وخشية من هم يعبرون عن الثورة على نقائهم الثوري.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا