كتبت - رنا الجميعي:
سياج طويل يمنع السائرين من الجهتين المقابلتين أن يتلاقا، ذلك المشهد الذي رآه العالم للمرة الأولى، حين إقامة سور برلين الذي فصل بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، لتحجيم مرور المواطنين بينهما، وتكررت الفكرة بعدها عدة مرات، إقامة الجدار بين مصر وقطاع غزة، وجدار الفصل في الضفة الغربية، والعوازل الأمنية التي تتم داخل مصر لحماية المنشآت الحيوية، وفي الوقت الحالي تبني اسرائيل جدار عازل على الحدود مع الأردن.
''خرجت فكرة بناء جدار عازل في منطقة الأغوار من المجلس الأمني المُصغر الإسرائيلي، وتم التخطيط لبناء الجدار بسياسة الأمر الواقع ''.. كما قال دكتور طارق فهمي، المتخصص في الدراسات الإسرائيلية.
ويتابع ''فهمي'' أن اسرائيل تشرع مرحلة الثانية من بناء الجدار كما أنها تخطط لبناء جدار آخر على حدودها مع سوريا بمنطقة هضبة الجولان، خوفًا من تحويل المنطقة إلى التقاء للجماعات الإسلامية، موضحًا أن إقامة سياج عازل هدفه تأمين حدود اسرائيل مصاحبًا لتواجد قوات دولية.
يفسر ''فهمى'' هوس اسرائيل بالأسوار العازلة '' الحل الأمني هو أساس العقلية الاسرائيلية''، ويرى ''فهمي'' أن الحل الأمني بشكل عام هو جزء من مجموعة حلول و ليس الأساس ''مينفعش أمة تبني لمستقبلها وهي بتكرس لفكرة الجدران''.
أما جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، يقول''هي محاولة من جانب اسرائيل لتوفير سياج أمني، يزيد من شعور الاسرائيليين بالأمن''، مشبهًا إياها بالجيتو لتكوين عزلة بينها وبين الآخرين.
''النقاء العنصري'' هي الفكرة التي ارتآها الباحث لتفسير عقلية دولة اسرائيل ''تبقى دولة ملتقى لليهود'' لذا تريد العُزلة عن باقي الدول، يرى ''زهران'' أن التقدم العالي للأسلحة أزالت فكرة الحواجز الهاوية.
وعن فكرة الجدار العازل المسيطرة على العقلية المصرية، يفسرها أستاذ العلوم السياسية ''لتقليل الخسائر، وإحالة المتظاهرين دون الدخول للمنشآت الحيوية زي مجلس الشعب والشورى''، ويعترض ''زهران'' فكرة بناء الحواجز الأمنية ''انا ضد الحواجز، المؤسسات مهمتها انها تتفاعل مع المجتمع، مش هتحميها الجدران''، ويوضح ''اي واحد ييجي منطقة فيها حواجز هيقول البلد دي مفيهاش أمن''، و ينهي حديثه ''حل المشاكل ببرنامج متكامل ينهي الأزمات''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا