كتب- رنا الجميعي:
لم تكن ساحة القتال، صحراء، وخيم ممتدة لسكن الجيوش المتحاربة، ولم يكن الزمان في العصور الوسطى وزمن الجاهلية، كان العام يوافق الحادي عشر بعد الألفية الأولى، في اليوم الثاني من شهر فبراير، حدث ما سمي بـ''موقعة الجمل''.
ظنّ الثوار أنهم عادوا بالزمن للوراء مئات السنين، في وضح النهار، دخل الميدان جمال وأحصنة على ظهرها أناس لم يُكملوا المشهد بارتدائهم خُوذ، ودروع معدنية، ولكن استدركوا الأمر، فأتوا بأسلحة بدائية، أما عن الجهة الأخرى، جهة الثوّار، فلم يكونوا بأقل منهم بدائية، تلك الصورة حتمت عليهم الاشتباك معها بنفس مستوى عناصرها.
الحسام، البراق، المهند، أسماء اشتهرت بها أداة واحدة، وهي السيف، يُمسك أحدهم بسيف يطال به رؤوس الثوّار، حُسام مصنوع من مادة الحديد، فيما كان قديمًا يُصنع من البرونز، لا يعلم الضارب من أين جاء السيف، والتي اشتهرت به الهند، ودمشق.
في الأفلام القديمة، كان اللص يتقدم بأداة غير نارية، تم الاجماع على تسميتها ب''الأسلحة البيضاء''، تلك الأدوات حملها القادمون على الجمال، ليصيبوا بها من يقف بطريقهم، وعلى أطراف الميدان، عند تمثال عبد المنعم رياض دارت المعركة البدائية.
سكاكين، خناجر، مطاوي.. كانت تلك الأسلحة البيضاء المُستعملة بأيدي البلطجية، لم يقي الثوار أنفسهم سوى بحجارة تم تفتيها من رصيف عريض، واذا اعتزم أحد أن يقف بالصف الأول للمعركة، فما كان من البعض سوى ارتداء أجزاء من ''كرتونة'' يربطها برأسه، تحميه من سيل الحجارة المتراشقة من الجانبين.
جاء الليل، واختلفت أجواء المعركة قليلًا، وجد الثوّار أن هناك كتل نارية تُلقى عليهم من فوق أسطح العمارات، سميت القنابل بالمولوتوف، تلك المواد تُعرف بتكوينها البسيط، وأثرها السريع، لم يملك الثوار أمامهم سوى تنظيم صفوفهم، وإيجاد حل سريع لحمايتهم، وتكوين حاجز بينهم وبين الطرف الآخر من خلال سور معدني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا