كتبت- دعاء الفولي:
وقتما كانت الثورة في الشارع، كانوا هم خلف الأسوار، تم القبض عليهم تزامنًا مع بداية الثورة، في سجن ''وادي النطرون''، وقتها كان الرئيس السابق محمد مرسي يقطن وزملاءه من أعضاء مكتب الإرشاد؛ حيث هربوا فيمن هرب وقتها، وبمجرد الهروب جاءت مكالمته لقناة الجزيرة رغم عدم عمل خطوط الهاتف، أفصح فيها عن أسماء الذين معه، مرت السنون، جاء مرسي رئيسًا وتقلّد الذين سُجنوا معه مناصب في الدولة، ثم جاءت تظاهرات 30 يونيو ليعودوا للسجن مرة أخرى، والسبب مُكالمة أجراها الرئيس فيما قبل.
''نحن بخير لا جروح ولا قتلى.. نحن لن نفر'' كلمات خرجت من ''مرسي''، قالها أمام باب السجن، بعد خروجهم من ''عنبر 3''، يصف الوضع، بعدما هرب و34 من قيادات الإخوان المسلمين، منهم أعضاء مكتب الإرشاد ''عصام العريان، محمد سعد الكتاتني، محمود أبو زيد، سعد الحسيني، مصطفى الغنيمي، محي حامد''.
28 يناير 2011 كان الوقت الذي جاءت فيه مكالمة مرسي، مُضيفًا فيها أن من فتحوا السجن وقتها كان الأهالي، وبعد الاتصال بثلاث سنوات، في الثامن والعشرين من يناير، تبدأ محاكمة الرئيس السابق مع بعض قيادات إخوانية لهروبهم من السجن، بعدما كان مرسي ضمن المجموعة الهاربة، قادهم في سدة الحكم، ثم أصبح سببًا في عودتهم للسجن عندما أبلغ أسماءهم في المكالمة الشهيرة.
''محمد علي''، طالب بإحدى الجامعات الخاصة، وأحد أعضاء حزب الحرية والعدالة سابقًا، يرى أن ''مرسي'' والإخوان لم يكن لديهم حلًا آخر سوى الهرب ''وقتها كان فيه ضرب نار لو مهربوش هيموتوا''، كما أن الرئيس السابق تم القبض عليه حينها دون ورق يُثبت اتهامه ''دول خدوهم من بيوتهم وقت الثورة''، موضحًا أن السلطات المصرية لم تُثبت اتهامات جنائية حتى الآن أدت لحبسه من البداية.
''انا مش متعاطف مع مرسي ولا الإخوان'' قالها ''محمد أحمد''، معتبرا أن رؤية أعضاء الجماعة في السجن بعد ثلاثة أعوام منذ الهروب لا يدفعه إلا لإلقاء اللوم عليهم ''الرئيس وجماعته فشلوا في حكم البلد''، استنتج ''محمد'' ذلك رغم اختياره مرسي في انتخابات الرئاسة ''مكنتش عايز شفيق يمسك البلد''.
وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى عليها مسئولية تأمين السجون بشكل عام في وجهة نظر محمد، ''ازاي يبقى فيه تقصير أمني لدرجة إن المساجين يهربوا''، أما مرسي والإخوان ''هما في النهاية كانوا معتقلين سياسيين معليهمش أحكام جنائية''، يطرح ذلك تساؤلًا لدى الفتى العشريني ''هو مرسي لما جه يترشح الدولة مخدتش بالها إنه هربان ولا ايه؟''.
يقول الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الإخوان عند هروبهم من سجن وادي النطرون تعاملوا بمبدأ عدم وجود دولة ستعاقبهم ''ودي كانت رسالة بيوجهوها إن مصر في سبيلها للانهيار''، مؤكدًا أن المكالمة اُخذت على مرسي لأنها أوضحت العامل الخارجي الذي قد يكون متورطًا في تهريب المساجين حينها.
''السحر انقلب على الساحر'' أضاف عبد الوهاب؛ ففي اعتقاده أن قيادات الإخوان -وقتها- أرادوا تصدير إيحاء توليهم الأمور في مصر، وفي النهاية يعتقد الباحث السياسي أن ''المحاكمة هي رد الدولة عليهم ورد اعتبارا لدورها، وتوضيح إنها استعادت فرض سيطرتها على الأمور مرة أخرى''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا