كتبت- نوريهان سيف الدين:
''جماعة'' تاريخها حافل بالأحداث والمشاهد، مرة يحالفها الحظ والصعود وتشملها أضواء السلطة أو الاقتراب منها، وتارة تسقط وتتهاوى، وما بين منحنى الصعود والهبوط، وقف ''كوادر الجماعة وقياداتها'' أمام منصات القضاء وفي أقفاص الاتهام، وتفاوتت الأحكام الصادرة بحقهم، إلا أن أبرز تلك المحاكمات التي دارت في ستينات القرن الماضي، وأفضت لإعدام ''الشيخ سيد قطب''، لتأتي ''محاكمة مرسي'' وتنافس انفراد ''محاكمة قطب'' في قمة ''أزمات الجماعة''.
قطب ومرسي في ''محكمة الثورة''
من تهمة ''محاولة الاغتيال'' إلى تهمة ''الهروب من المعتقل''، فمحكمة الستينيات المنصوبة لمحاكمة ''سيد قطب'' صاحب التفكير المميز والمؤثر في الجماعة والمجتمع وقتها، وجهت إليه تهم ترجع إلى ''حادث المنشية وإطلاق الرصاص على جمال عبد الناصر''، ويصدر الحكم بـ15 عاما اشغال شاقة مؤبدة، وهي ما أطلقت عليها الجماعة وصف ''زمن المحنة''، وتأتي محاكمة اليوم موصوفة بـ''محاكمة القرن الثانية''، ليحاكم الرئيس السابق ''محمد مرسي'' ومعه 130 آخرين في تهم تتعلق بهروبهم ليلة ''جمعة الغضب'' واقتحام السجون والعمالة لجهات أجنبية.
الدكتور ''حسن نافعة''، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بدأ تعليقه بـ''المتهم برئ حتى تثبت إدانته، رافضا الاتجاه للربط بين محاكمة ''قطب ومرسي''، فقال: ''حتى وإن كانت كوادر الإخوان الحالية هي تلك المنشأة على فكر سيد قطب، إلا أن اتهام قطب أمام المحكمة تم التحقيق والقضاء فيه، أما محاكمة مرسي اليوم فهي بناء على عدة اتهامات قدمتها النيابة، والمحكمة وحدها المختصة بالتحقق منها وإثباتها من عدمها''.
شبهات ''الإهمال في حكم مصر'' ثم ''التصفية السياسية'' هي مقتبسات ''نافعة''، فمن رؤيته أن ''مرسي'' أخطأ واصاب أثناء توليه الحكم، إلا أنه في النهاية ''اتخلع بثورة شعبية مسنودة من الجيش''، وهو ما يراه مؤيدوه أنه ''انقلاب عسكري''، لكن في النهاية هذا أمر مختلف تماما عن تقديمه للمحاكمة، فالمحاكمة اليوم مبنية على اتهامات وليست بسبب الثورة بحد ذاتها، على خلاف ''قطب'' المتهم وأعضاء الاخوان في قضية المنشية.
الدجوي والشامي .. بين القضاء العسكري وأمن الدولة
هيئات محاكم كثيرة وقف أمامها أعضاء ''الجماعة''، بدأت بهيئة محكمة الثورة- قضية المنشية- برئاسة ''جمال سالم'' وعضوية ''السادات والشافعي''، إلا أن المحاكمة الأشهر والأكبر كانت ''قضية 12 لسنة 1965'' المتهم فيها ''قطب'' ومعه ''1000 إخواني'' بتهمة ''محاولة إحياء التنظيم والانقلاب على الدولة وتخريب المنشآت''، وترأسها ''الفريق أول فؤاد الدجوي''، بمعاونة وكلاء نيابة أمن الدولة العليا يتقدمهم ''صلاح نصار'' -رئيس نيابة أمن الدولة العليا، والتي قضت بـ''الإعدام'' لقطب ورفاقه.
أما في محاكمة مرسي في القضية رقم (56460)؛ فتولى رئاستها ''المستشار شعبان الشامي- رئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس أول دائرة مختصة بنظر قضايا الارهاب، وهو صاحب الرصيد الوافي في ملاحقة الإخوان قضائيا وتأييد الأحكام ضدهم، كما في قضايا ''منع بديع من التصرف في امواله، وهو أيضا القاضي المتولي لقضية ''مبارك'' بعد تنحي هيئة المحكمة السابقة لـ''استشعار الحرج''.
محاكمة مرسي وقيادات الجماعة، تباينت التعليقات عليها، فالكاتب الصحفي ''كمال حبيب- المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية'' قال إن ''جماعة الإخوان اكتسبت (أكسجين) من الأحداث الماضية، لكن الدعم الشعبي لهم يكاد يخفت وينتهي، ومقتصر على الأعضاء فقط''، معتبرا أن المحاكمة وإذاعتها سيعيد الناس للاهتمام بالمتابعة والتحليل والحديث، في حين رفض الكاتب الصحفي ''عمرو خفاجي'' التعليق عليها، موضحا عدم إقحام رأيه في القضايا الجدلية منذ فترة، ولا يرى تعليقا محايدا على الساحة الآن. أما ''حسام الراضي- الطالب بكلية الحقوق، ونجل أحد المتهمين في قضية اليوم'' قال: ''القضايا ملفقة بهدف بلبلة الرأي العام و تشويه الجماعة، وإن كانوا فعلا هربوا من السجون و تجسسوا على البلد، ليه سابوهم سنة وكذا شهر قبل حتى ما يوصلوا للحكم، ليه مدخلوش السجون تاني في وقت طنطاوي والمجلس العسكري''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا