كتبت- يسرا سلامة:
''العُزلة'' تلاحقه، تارة يصنعها، ومرات يقع فيها، هكذا حال الرئيس السابق محمد مرسي؛ في البدء كان قراره بالاهتمام بـ''الأهل والعشيرة''، قبل أن ينسلخ عن شعبه، ''منعزلا'' عن حاجاته، فيما كان القرار للشعب هذه المرة بالمساهمة في نزعه عن كرسي الحكم ليرتبط اسمه بلقب ''المعزول'' في 30 يونيو، فيما قررت هيئة محاكمته في قضية الهروب من سجن وادي النطرون أن تضعه داخل قفصا زجاجيا، ليظل معزولا عما يدور خارجه، لا يملك من أمره سوى ''ميكروفون'' يتكلم خلاله، لكن بإذن من القاضي..
وصف ''المعزول'' يُداهمه، سجينًا ورئيسًا، وكأنه قدر محتوم للرجل الذى لم يكن في قدره أن يتولى رئاسة الجمهورية، بيد أن عوائق قانونية عرقلت المرشح الأول لجماعة الإخوان –خيرت الشاطر- حينها، لتدفع به المصادفة إلى سُدة حكم مصر، قبل أن يقوده قدره إلى غيابات السجون، ولتلهث وراءه ''العزلة'' حتى في قفص الاتهام.
''عزل مرسي تم من عزلته'' يبدأ بها ''إكرام بدر الدين'' أستاذ العلوم السياسية، مشيرا إلى أن ''مرسي'' عزل نفسه بنفسه حين سد أذنيه عن صوت الشارع والمعارضة، وفضل سياسة ''التمكين والأخونة'' بدلاً من تغليب مصلحة الوطن، ووفقاً لـ''بدر الدين''، فإن الأمر اتضح مع تساقط الوعود دون تحقق على الأرض، أبرزها وعود المائة يوم التي قطعها ''مرسى'' على نفسه، و''خيالات'' مشروع النهضة، التي دفعت به إلى الحكم، لتدفع به إلى مزيد من العزلة في أواخر أيامه.
ويضيف بدر الدين إن عزلة مرسي ربما أتت في الأصل من طبيعة جماعة الإخوان المسلمين التي يطغى عليها الانغلاق نوعاً ما-بحسب وصفه.
عزلة من نوع آخر لـ''مرسى'' في الجلسة الأولى لمحاكمته، فالرئيس المعزول سياسياً يظهر على الشاشات في عزلة لصوته، من خلال القفص الزجاجي، والذى يحول بينه وبين الحضور، والذى يرى أستاذ العلوم السياسية إنه قرار من قاضى المحاكمة بهدف أمني بحت، وذلك لوقف أي احتمالات للتشويش من مرسي على سير محاكمة القضية، مثلما حدث في محاكمة ''البلتاجي'' الأخيرة، والتي قال بها رسالة إلى العالم، وتشبيه صراع الجماعة بالصراع الذى يقوده مانديلا فى جنوب إفريقيا، لتتزامن الرسالة مع وفاته.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا