كتب- محمد منصور:
25 يناير 2004، الساعة 5:05 بتوقيت جرينتش، تنطلق المركبة الفضائية "أوبرتيونتي" إلى كوكب المريخ، محملة بمعدات عالية التقنية لتحليل المناخ والتربة في الكوكب الأحمر، لتكشف بعد 10 سنوات من وجودها على معلومة فائقة الأهمية، فبتحليل عدد من أقدم المعادن المتواجدة على سطح المريخ منذ أكثر من 4 ملايين عام، جاءت البيانات داعمة لفريضة وجود المياه على سطح الكوكب الشبيه بالأرض منذ أكثر من 3 مليار عام.
في مؤتمر خاص دعت له الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء "ناسا" وتحت عنوان "استكشاف المريخ: صلاحية السكن" قالت الوكالة إن العربة الفضائية "أوبرتيونتي" اكتشفت مجموعة من الأدلة التي تؤكد وجود مياه عذبة على سطح الكوكب الأحمر في الماضي البعيد.
"أوبرتيونتي" و "سبريت" مسبارا "ناسا" اللذان يجوبان الكوكب الأحمر تم إرسالهم في الأساس للبحث عن أدلة تدعم وجود المياه على سطح الكوكب، وقبل نحو شهرين، فشلت "أوبرتيونتي" في العثور على دلائل لوجود غاز الميثان في الغلاف الجوي للكوكب أو في تربته، وهو الأمر الذي أكد وقتها عدم نشوء حياة في السابق، غير أن نتائج التحليلات الجديدة قد تقلب ذلك الأمر رأساً على عقب.
"المناخ الآن في المريخ بارد جداً، لا وجود لمياه سائلة على سطحه في الوقت الحالي لكن هذا لا يمنع وجودها في أي وقت مضي" يقول الدكتور "ستيفن سكوايزر" قائد الفريق العلمي المُتابع لتحليل الصخور، مؤكداً على أن الطبيعية الجيولوجية الحالية للمريخ تؤكد وجود حلقة من النشاط المائي على الكوكب الأحمر قبل 4 مليار سنة.
وتوضح النتائج التي توصل إليها العلماء أن المياه على المريخ تحولت إلى ما يشبه "الخل" قبل نحو 3 مليارات عام، ثم انحسرت تدريجياً حتى جفت بشكل كامل مكونة مجموعة من التلال والمناظر الطبيعية وتاركه أثارً على الصخور والمعادن التي زادت حمضيتها بفعل تلك المياه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآنفيخدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
