كتبت: دعاء الفولي- إشراق أحمد
قبل أسبوع ظن أن البلاء أعلن موعد مرافقته بمَصابه في أبيه، الذي تعرض لحادث أدى لكسر إحدى ساقيه، ألزمه قسم العظام بمستشفى أحمد ماهر التعليمي في منطقة السيدة زينب، ومعه لزم مرافقة الابن لوالده.
صباح الجمعة بإحدى غرف الدور الأول بالمستشفى، فزع ''تامر فاروق'' بعد سماع صوت شديدٌ صداه ''حسيت المستشفى بتقع'' وزاد الأمر مع رؤية أحد المرضى المصابين يسقط أرضًا من سريره ويجرى خوفًا، خرج الرجل من الشرفة ظنًا أن مبنى مجاور هو ما أصابه الانهيار فخاب توقعه برؤية دخان يتصاعد من مبنى مديرية أمن القاهرة الواقع على بعد خطوات من المشفى .
''إنزلوا شيلوا معانا'' كلمات صاح بها أحد الأطباء مع توافد المصابين على المستشفى، تحول معها الرجل الثلاثيني من مرافق مريض بالمستشفى إلى أحد المساعدين، مرتديًا ملابس النوم أخذ يحمل المصابين، غرقت يديه بدمائهم كحال الطرقة التي امتلأت بأجساد الضحايا و''كان كلها دم'' ومن بعدها أزدحمت بخطوات الأهل والأقارب ورجال الأمن .
لم يتعرض ''تامر'' لمثل هذا الموقف من قبل فكان مرض أبيه أشد ما تعرضه له مؤخرًا لكنه أخذ يساعد بما أوتي من قوة مع الممرضات ورجال الأمن المرافقين للضحايا، صورة مصحف كان يحمله مجند، وآخر لم يفارقه سلاحه بعد إصابته لن يستطع نسيانها على حد قوله.
رغم الخوف الذي أصاب مرافق والده المريض بالمستشفى وقت الحادث إلا أن الثقة ملأت صوته ''مش هنخاف لو حطوا القنبلة قدامنا احنا فدا مصر''، وبرؤية أهل المصابين والقتلى جراء الانفجار أصبح على يقين أن'' اللي يشوف بلوة غيره تهون عليه بلوته'' .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا