كتبت- يسرا سلامة:
للأشخاص تفاصيل تعرفها من أشيائهم، مما يملكونه، تعبر عن مكنون ذواتهم، وسلوكهم اليومي، الأمر كذلك لـ''ناني''.. سيدة لن تراها مطلقاً، لكنك ستعرف عنها الكثير من قططها الأربعة عشر.
''ناني'' سيدة من طبقة فوق المتوسطة، عاشت حياة سعيدة مع زوجها، حلمت أن تنجب من أحشائها طفلا، ليرزقها الله بصبي، تفنى فيه عمرها، تترك أيام شبابها من أجله، لكنها سنة الحياة، جعلته يتركها ويعيش مستقلاً بعيداً عنها، يتباعد سؤاله عنها بمسافة اشتياقها له.
بقيت ''ناني'' هي والجدران والوحدة، ثلاثة شركاء في بيت أنيق، لا ينقصه سوى البشر، لكن السيدة الخمسينية فتحت أبوابها للجميع، فلم يدخله سوى القطط، فطرأت في ذهنها الفكرة، تجولت في الحي الذي تسكنه ''مدينة نصر''، تجمع صغار القطط من الشوارع، لتكن لهم أماً تبحث عن أطفال من جنس الحيوانات.
قطة تجر الأخرى، كلهن من أبناء النوع البلدي، اجتمعن عند ''ناني''، أخذت القطط منها الهدوء، أنجبت وتكاثرت حتى وصل عددها إلى 14 قطة، عائلة كاملة تحيط بها، تهتم بها ''ناني'' في كل شيء، طعام وشراب، اللبن والنظافة، تعرف ذلك من مشاهدة قططها.
لكن الموت ضيفاً حتمياً، جاء أجله لينزع روح ''ناني''، تاركاً أرواحها في 14 روح. جارة بارة علمت بالأمر، تواصلت مع إحدى جمعيات الرفق بالحيوان، لتبلغها بالأمر ''هنا قططٌ يتيمة''، بينها واحدة تحمل في أحشائها قطة أخرى، تحتاج إلى مرفق للرعاية، أيام قليلة حتى أخذتها ''مروة الجبالي'' إحدى عضوات جمعية الرفق بالحيوان، لتعلن عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي إن كان أحد يرغب في تربية أي قطة منها.
رعاية صحية أخذتها القطط في جمعية الرفق بالحيوان، تؤكد ''مروة'' أن القطط تشير إلى كثير من التفاصيل، ''ناني'' كانت ترفق بها، تحنو عليها، لا تضربها، القطط ليست شرسة، وهذا دليل على حسن المعاملة، قبل أن تضيف ''بعض القطط عليها ملامح الحزن''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا