كتب - محمد منصور:
الكسل، أحد الصفات التي تُطلق على الاشخاص المتقاعسين، الغير قادرين على القيام بمهامهم في الوقت المناسب، ويرتبط الشعور بالكسل لدي الإنسان بمجموعة من العوامل، منها النفسية؛ مثل شعوره بالفشل على المستوي المهني أو الأسري، وأخري عضوية؛ مثل الشعور بالتعب والإرهاق أو اختلال في الهرمونات الجسدية. في عالم الحيوان الذي يموج بالحركة والنشاط؛ يوجد مخلوق ''كسول'' الطبع، قليل الحركة، أطلق عليه العلماء أسم ''حيوان الكسلان''، وأفادت دراسة حديثة أنه يستحق لقبه بلا منازع.
''الكسلان'' حيوان ثديي يعيش غالباً في الجزء الشمالي من قارة أمريكا الجنوبية، متعلقاً على الأشجار في وضع مقلوب متشبثاً بالغصون بمخالب قوية ومقتتاً بالحشرات الصغيرة والنباتات، يُجيد السباحة، غير أنه نادراً ما يلجأ إليها، ويهبط إلى الأرض فقط حال رغبته في قضاء حاجته.
في دراسة موسعة قام بها عدد من العلماء التابعين لحديقة حيوان مدينة ''دريسدن'' الألمانية، وجد العلماء أن ذلك الحيوان يستحق لقبه بلا منازع، فخلال متابعة أحد تلك الحيوانات على مدار حياته، لاحظ العلماء أن ''معدة'' الحيوان تهضم الطعام على مدار شهر كامل، وبفحص معدلات التمثيل الغذائي، وجدوا أنها منخفضة للغاية بالنسبة لحيوان ثديي في حجم ''الكسلان'' علاوة على عدم اهتمام ذلك الحيوان بنظافته الشخصية البته، ففي الفراء المغطى لجسده، عثر العلماء على مجموعات هائلة من الحشرات ومستويات عالية من النيتروجين الناتج من تحلل مجموعات من الطحالب المائية؛ والتي تسكن جسده في مواسم الأمطار، علاوة على البكتيريا الزرقاء التطفلية بالإضافة إلى كائنات دقيقة أخري.
بفحص الحيوان أكلينيكاً، وجد الباحثين أن سلوك كسل الحيوان لا يرتبط بخلل بيولوجي، وأن تلك الحيوانات ''كسوله بطبعها'' وربما كان سبب الكسل ''تطوري'' في الأساس، فالحيوان الذي ترجع جذوره إلى ملايين السنوات ''ربما أتخذ الكسل كوسيلة للبقاء في بيئات قديمة كان الغذاء فيها نادراً.. واستمر في الكسل بعد ذلك حتي مع توافر الطعام''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا