كتب- محمد منصور:
الطاقة، أحد أهم تحديات المستقبل، فالأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة فيما يتعلق بالطاقات الغير مستدامه، البترول على وشك النضوب، والفحم ملوث خطير، والغاز الطبيعي يُستهلك عاماً بعد عام، وهو الأمر الذي أرغم الباحثين على البحث عن وسائل جديدة لإنتاج الطاقة، منها الشمس، الرياح، الأمواج وأخيراً السكر، الذي نجح باحثان من جامعة ''فيرجينيا'' الأمريكية من صناعة بطاريات تعتمد عليه كمصدر رئيسي في توليد طاقة غزيرة ومستقرة إلى حد كبير.
السكر في صورة ''اللاكتوز'' يمد الكائنات الحية بطاقة في صورة سعرات حرارية، وهو الأمر الذي أنطلق منه الباحثان ''برسيفال تشانغ'' و ''زيجنج تشو''، العاملان بقسم النظم البيولوجية في جامعة فيرجينا للتكنولوجيا وعلوم الزراعة، لتطوير بطاريات صغيرة تحل محل البطاريات المصنوعة من الليثيوم والتي يستخدمها البشر تلك الأيام في معظم التطبيقات التي لها علاقة بالتكنولوجيات الحديثة.
البطارية الجديدة تعتمد على مادة ''السكاريد'' كوقود ناتج من تحلل جزيئات السكر، وتستخدم الماء كمحفز ثانوي لتوليد الطاقة المخزنة داخل سكر القصب عن طريق الهواء.
سنويا، يعاني العالم من بطاريات الليثيوم التقليدية، حيث تنتشر ملايين البطاريات في مقالب القمامة والطرقات كنتيجة مباشرة لانتهاء صلاحيتها، وهو الأمر الذي يجعل التخلص منها في غاية الصعوبة، غير أن تعميم استخدام السكر كوسيلة لإنتاج البطاريات يجعل التخلص منها غاية السهولة، ''ذلك هو البعد البيئي في إنتاج البطاريات'' على حسب قول الدكتور ''تشانغ'' الذي يؤكد أن المستقبل سيحمل نهاية لـ''بطاريات الليثيوم السامة''.
''السكاريد'' المادة الأساسية التي تستخدم في بطاريات السكر الجديدة، عبارة عن سلسلة طويلة ومتشعبة مكونة من جزيئات أحادية من سكر القصب، وتتميز تلك المادة بقدرتها على تخزين الطاقة في صورة ''جليكوجين'' في البشر والحيوانات، وفي صورة ''نشا'' في النباتات، علاوة على استخدامها كوحدة من وحدات البناء في جميع الكائنات الحية.
على عكس بطاريات الهيدروجين وخلايا وقود الميثانول، تتميز البطاريات الجديدة بقدرتها الفائقة على تخزين الطاقة في صورة إنزيمات سكرية، بالإضافة إلى عدم قابليتها للاشتعال وأمانها الكامل على البيئة والإنسان علاوة على إمكانية إعادة تعبئتها لمرات عديدة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا