كتب- محمد منصور:
الذاكرة والتفكير والتعلم من أخطاء الماضي، كلها أمور يتميز بها الإنسان وبعض الحيوانات العليا مثل القردة والشمبانزي، غير أن أبحاث جديدة تثبت أن النباتات يمكنها التفكير والتعلم، رغم إنها لا تملك ''مخاً'' ولا جهازًا عصبي.
نبات ''السرخس'' أحد النباتات التي يصفها العلماء بـ''المفكرة''، فلدى ذلك النبات قدرة عجيبة تجعله يستطيع التفرقة بين اللمسات الناجمة عن يد إنسان أو عن تساقط قطرات الماء، ففي الحالة الأولي، يُغلق ''السرخس'' أوراقه في وجه الإنسان، فيما ينتشي النبات ويفتح وريقاته في الحالة الثانية.
''ستيفانو مانكسو'' عالم النبات بجامعة فلورنسا الإيطالية، يؤكد أن سلوك ''السرخس'' ليس مجرد رده فعل طبيعية بل يشير إلى ''ذاكرة'' تتعلم من تجارب الماضي، فعلي مدي طويل، قام ''ستيفانو'' بدراسة ذلك النبات، وصمم جهاز يقوم بإسقاط قطرات من المياه على الأوراق وتصوير ردود فعل النبات على مدار أيام كثيرة، ليلاحظ عالم النباتات أن ''السرخس'' بدء في اتخاذ رد فعل يتمثل في إغلاق الأوراق تماماً وقت تساقط المياه، وبعد قليل، وحينما ''أدرك'' النبات أن الماء المتساقط لا يشكل تهديدًا على حياته، قرر فتح الأوراق بالكامل لاستقبال أكبر قدر من الماء.
''قد يكون الكالسيوم هو السر'' يقول ''ستيفانو مانكسو'' مشيراً إلى أن نسبة ذلك المعدن في الأوراق قد تكون هي ''ذاكرة النبات الافتراضية'' على غرار بعض الحيوانات التي تستخدم ذلك العنصر في الاحتفاظ بالمواقف والتعلم منها.
علماء جامعة ويسترن الاسترالية المشاركين في الدراسة يشيرون إلى أنها قد تكون فتحاً جديدًا في علم النبات فلطالما صنف العلماء النباتات بكونها عديمة الذاكرة وغير قادرة على التعلم، وهو أحد الفروق الرئيسية بينها وبين الحيوان والإنسان، غير أن الدراسة الجديدة، وحسب الدكتورة ''مونيكا غاليليو''، أحدي المشاركات في الدراسة ''ستغير مفهومنا تغييرًا جذريًا بما في ذلك تعريف التعلم كخاصية مرتبطة بالجهاز العصبي''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا