كتب- محمد منصور:
الحياة على اليابسة بدأت من المحيطات، هكذا يؤكد العلماء بين حين وأخر، غير أن أسلوب الانتقال ما زال مجهولاً، فالحيوانات "رباعية الأرجل" بينما لا تملك الاسماك أي أرجل على الإطلاق، فكيف تطورت "زعانف" الأسماك إلى "أرجل" حيوانات، سؤال يحير العلماء.
بعض النظريات تقترح أن الأطراف نشأت بعدما بدأت الحياة على اليابسة، غير أن أحفورة من زعنفة حوضية من نوع "تيكتاليك" تلقي بالضوء على نظرية أخرى مفاداها أن الأطراف الخلفية بدأت في الواقع داخل الماء كزعانف خلفية مدعمة ثم تطورت بشكل مباشر على الأرض في صورة أطراف خلفية.
"تيكتاليك" واحدة من لحميات الزعانف، تتميز بأسنان حادة ورأس مسطح، وقبل 375 مليون سنة، عاش ذلك الكائن داخل المياه العذبة الضحلة، ونمت لما يقرب من 9 أقدام "3.6 متر تقريباً" وكانت تتميز بمجموعة من الخياشيم والحراشف، علاوة على امتلاكها لصفة متميزة، وهي وجود زعانف خلفية مٌدعمة وقوية، علاوة على قفص حديدي ورئات بدائية وكتف ومرفق ومعصم، وهو الأمر الذي جعلها نموذجا شديد الوضوح لدراسة النظريات الداعمة لانتقال الحياة من المياه إلى اليابسة.
دراسة "تيكتاليك" وضحت أن ذلك الكائن امتلك مفصل نهاية الزعنفة "مفصل وركي" علاوة على بعض الأثار المتبقية من مكان اتصال العضلات بالفخذ، وهو الأمر الذي يؤكد أن الزعانف تمتعت بوظائف متقدمة شبيه بوظائف الأطراف الخلفية.
الدكتور "نيل شوبين" أستاذ علم التشريح بجامعة شيكاغو الأمريكية، يؤكد أن دراسة الأحفورة الجديدة، والتي وجدوها محفوظة بشكل جيد للغاية، بَيَن أن الانتقال بالدفع الأمامي عند الكائنات الحية إلى الدفع الرباعي الأرجل بدأ بالفعل عن الأسماك وليس عند الحيوانات
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا