كتب- محمد منصور:
"خطوة صغيرة للإنسان.. قفزة هائلة للبشرية" كلمة قالها رائد الفضاء الأمريكي "نيل أرمسترونج" فور هبوطه على سطح القمر، لكنه لم يكن يدرك في وقتها أن عجلة التكنولوجيا ستدور، وأن العلماء سيقررون إرسال كائنات حية غير بشرية إلى الفضاء الخارجي ليس لدوافع الأمان، كما فعلت روسيا عندما أرسلت كلبتها الشهيرة "لايكا" والتي سجلت كونها أول كائن حي في الفضاء، وإنما لدراسة تأثير الجاذبية المنخفضة على "النمل" تمهيداً لتطوير "روبوتات أذكي"
حوالي 800 نملة، أرسلتهم الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء "ناسا" إلى المحطة الفضائية الدولية، والتي تدور على ارتفاع مداري قدره 370 كيلومتر، حيث ينعدم تأثير جاذبية الأرض تماماً، وذلك لدراسة حركة النمل في مجال الجاذبية المنخفض تمهيداً لتسليم النتائج لمجموعة أخري مُختصة بتصميم إنسان آلي "روبوت" يعمل وفقاً لحركة النمل في الفضاء
النمل داخل مستعمراته الأرضية يتحرك وفق قواعد شديدة الصرامة، تستخدم فيها حاسة الشم وشعيرات بالغة الدقة، وتعمل تلك الحشرات في مجموعات كبيرة تغطي الأرض بصورة شاملة للعثور على إمدادات الطعام، لكن في الفضاء الوضع مختلف، فضعف الجاذبية داخل محطة الفضاء جعل النمل "مرتبكاً أكثر" وغير قادر على تنفيذ المهام بصورة كبيرة، غير أن العلماء يأملون في أن يتمكن النمل في إيجاد وسيلة فطرية ما تُمكنه من العمل في البيئات المنخفضة الجاذبية.
مراقبة النمل "الفضائي" يتم بواسطة فريق من الطلاب بكلية بايلور للطب بهيوستن الأمريكية، وتتم مراقبة التحركات ومقارنتها بمستعمرة أخري للنمل موجودة على الأرض بنفس المواصفات والأعداد.
وصلت الشحنة الغير اعتيادية المكونة من ثمان مستعمرات للنمل إلى محطة الفضاء الدولية قبل أيام، وتضمنت تلك الشحنة، بالإضافة إلى "النمل" أقمار صناعية صغيرة وكاميرات عالية الوضوح بالإضافة إلى هدايا عيد الميلاد للرواد قاطني المحطة والتي تأخر إرسالها بسبب الظروف الجوية السيئة
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا