كتبت - نوريهان سيف الدين:
خرج من بلدته حاملًا معه ذكريات عن بطولة جده، صلة قرابة تربطه بالمجاهد الليبي ''عمر المختار'' هي ما اكسبته ترحيبًا؛ كرامة لسيرة المجاهد الشهيد، بحث عن الرزق استمر لـ 9 سنوات، إلا أن ''نيران الثورات'' أحاطت به، ومن قبلها ''نفوذ القذافي ورجاله''.
''عبد الكريم'' شاب على مشارف الثلاثينات من عمره، شعر كثيف يشبهك بصور قدامى مقاتلي الصحراء، لكنة ليبية لم تستطع سنوات الإقامة في مصر أن تبدلها ولو قليلًا، صورة ارتفعت على لافتة المحل الصغير وعلم الثورة الليبية في خلفيتها، يجذبك فيها صور أحفاد الشهداء ''عمر المختار ورمضان الصويلحي''، تكللها آية قرآنية ''ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون''.
''القذافي كان مستولي على ليبيا، كان محتكر كل شيء ومعيشنا بفقر وخوف''.. مسببات لانتقال ''حفيد المجاهد الليبي'' من مسقط رأسه إلى الجارة ''مصر''، رغم أن أبناء ''عمر المختار'' يعيشون ''في حالهم معززين مكرمين''، و جاء إلى مصر ليفاجئ بنشوب الثورة، و يقرر بعدها الرجوع مجددًا إلى ليبيا.
يحكي ''عبد الكريم الكرامي'' عن مجيئه لمصر لفتح مكتب ''شحن وتفريغ'' بين القاهرة وطرابلس وبني غازي ''قاوحت الناس عشان أثبت نفسي وخدت حقوقي''، إلا أن نفوذ ''قذاف الدم'' في مصر وتتبعه لمن يتفوه بكلمة ضد ''القذافي'' كان يخيفه ويعيق تحركاته ''كان فاكر إنه يقدر يشتري الناس بفلوسه''.
يذهب ''الكرامي'' لليبيا وتلاحقه الثورة ومعها ''مرتزقة القذافي''، يشعر أنه لا مفر من مواجهة الحال، فيعود إلى مصر، تاركًا ''أسلحة'' في أيدي الصغير والكبير.. ''هاون ورشاشات وآلي'' يُباع في الأسواق، و''مضادات طائرات'' تُباع في ''سوق العتق'' بالمدن هناك، يرى أن مصر رغم المظاهرات المستمرة إلا أنها ''في أمان و محروسة وأهلها طيبين''.
ينظر ''الكرامي'' إلى العلم الليبي الجديد وإلى صورة جديه، ويقول: ''ليبيا صارت محاصرة بالثورات من كل الاتجاهات، راح تلاقي مصر وتونس يمين وشمال، والإرهاب بالجزائر مستمر، والمتمردين والأسلحة جاية من تشاد و الجنوب، لكن نأمل في الله يهدي الحال''، خاصة بعد حزنه على الاقتتال الداخلي في ليبيا قائلا: ''والله ابن عمي لساه مقتول على يد ابن عمه الثاني بطريق الخطأ، بيجربوا سلاح وانقتل فيها، لكن نقول إيه .. حسبي الله في اللي كان السبب''.
لمعرفة ومتابعة نتائج الاستفتاء على الدستور..اضغط هنا