كتبت: إشراق أحمد ويسرا سلامة.
صامتًا وقف، ارتكن على إحدى السيارات، وجهه قبالة مدرسة ''يوسف السباعي'' بمنطقة ''ميت عقبة''، بينما يتوجه أحدهم بين الحين والآخر للإدلاء بصوته في الاستفتاء، ملكت يداه كتب بيضاء لونها، تصدرت وجهتها علم مصر وبخط أخضر اللون بدت ماهيته ''جمهورية مصر العربية مشروع الدستور 2013'' اشتراها خصيصا كي ينقذ من يريد مراجعة قراره، رغم أنه يوزعها مجانا.
جدران خشبية بالرصيف المقابل للمدرسة؛ هنا يعمل ''طارق'' باصلاح السيارات، تلك المهنة التي زاولها منذ سن السادسة، لم تطأ قدميه أرض فصولها إلا منذ ثلاث سنوات للإدلاء بصوته، يقرر ويدخل يبحث عن لون قراره، فابن الثامنة والثلاثين لا يعلم القراءة والكتابة.
''عشان الناس اللي يعني لسه مش مقتنعه به تقتنع''؛ لهذا السبب اشترى ''طارق الميكانيكي'' 60 نسخة لمشروع الدستور لتوزعيها مجانًا على المشاركين للدستور، ولا مانع لإعطائها لمن يريد المعرفة عنه قبل الدخول للتصويت كحال السيدة المسنة التي توجهت إليه، وكذلك الشاب الذي طالبه بنسخة رغم أنه قال ''مش هصوت بس عايز أعرف برضه''.
يومان ظل الشاب الثلاثيني يوزع النسخ التي اشتراها من أمام دار القضاء العالي مقابل 8 جنيهات للكتيب الواحد غير عابئ بما انفقه من أموال ''عشان البلد''، حسب وصفه.
''معرفش إيه اللي فيه أنا بس بوزعه'' كلمات قالها ''طارق'' عن كتيبات الدستور التي اشتراها وحملت صفحاتها توقيع ''عمرو موسي'' رئيس لجنة الخمسين لإعداد مشروع الدستور، ممهور على خلفيتها عبارة ''نسخة مجانية''.
''طارق'' الذي صوت بالموافقة على الدستور دعم قراره الذي لم يتردد به الاستماع للتليفزيون، وأخذ رأي ''الناس المتعلمة.. مش بسأل أي حد الناس يعني''، بينما إذا أخبره أحدهم بعكس ما وضعه كقرار أولي يسأل مرة أخرى، ذلك الموقف خالف ما قام به العام الماضي، فلم يستعن بأحد في اتخاذ قراره برفض الدستور، فهو'' يكره الإخوان''.
''عايزين الصالح والخير للبلد'' كلمات ظل الرجل يرددها تارة مبررًا توزيعه لنسخ الدستور، حتى قبيل ساعات من إغلاق التصويت، مستغلًا موقع اللجنة أمام عمله، وتارة أخرى لإرشاد الحضور للتصويت بالموافقة على الدستور، حسب وجهة نظره.
أستاذ ''طارق'' الميكانيكي يقدم المراجعة النهائية على أبواب اللجان
منوعات -
طارق الميكانيكي