كتبت- نوريهان سيف الدين:
ببذلة أنيقة ونظارة شمسية، وقف يتابع حركة المصوتين داخل إحدى لجان منطقة "باب الشعرية" بالقاهرة، تحسبه للوهلة الأولى "قاضي اللجنة"، حديث لا ينقطع مع ضباط الشرطة والعساكر، وهمسات طمأنة بينه وبين المتوافدين للتصويت في صناديق الاستفتاء، تراه يعقب بعدها بتمتمات "ربنا يستر".
تقترب منه أكثر لتعرف سر تحرك هذا الرجل، تتجاذب معه أطراف الحديث، فيتضح أنه "عضو مجلس الشعب السابق" عن تلك الدائرة، "أنا اترشحت 3 مرات قصاد الحزب الوطني وخسرت، ويوم ما اترشحت على قوائم الوطني وكسبت قامت الثورة واتلغى المجلس" كلمات قالها "عصام حمام" العضو البرلماني السابق، الذي جاء ليطمئن على سير عملية الاستفتاء من ناحية، ومن ناحية أخرى يتابع "شعبية السيسي" على حد وصفه، وهي النقطة التي تقاسمها أغلب حضور تلك الدائرة من أبناء الحي الشعبي القديم، فيما اختفت عن الانظار ملامح الرافضين لعملية التصويت، أو المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.
مغامرة بدأت في انتخابات برلمان 1995، ثم 2000 و2005، وكان القاسم المشترك بين تلك المحاولات هو "الفشل"، والذي يبرره بقوله: "مين دا اللي كان يقدر يقف قصاد الحزب الحاكم وياخد كرسي في البرلمان؟"، إلا أنه جدد المحاولة بعد أن طلب منه رجال الحزب الترشح على قوائم "الوطني" لثقة أهل دائرته فيه، فكانت انتخابات 2010، لكن "الثورة" أطاحت بالحلم المتبقي لديه، وها هو يتجدد أمامه في برلمان "بدون اخوان" كما وصفه "حمام": "لو الناس هتحتاجني في خدمتها.. طبعا هبقى تحت الأمر".
"الدستور الجديد" في نظر البرلماني السابق ما هو إلا "محاولة" لإعادة بناء مصر "اللي بجد"، بعد 3 سنوات من "بعترة الأوراق و محدش كان فاهم حاجة"، لكن الآن الناس قادرة على تمييز "تجار الدين والكدابين والمنتفعين"- على حد تعبيره.
دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا