كتبت - يسرا سلامة:
"مصر طابور كبير" عبارة ساخرة يرددها المصريون تعبيرا عن طوابير عدة يقضون فيها قسطا من حياتهم داخل المصالح الحكومية أو على أكشاك الخبز، كانت ظاهرة هناك.. على مسافة ليست بعيدة من لجنة مدرسة "بين السرايات"، افترش الأرض مجموعة من رجال المنطقة فى طابور يشبه طابور الاستفتاء المتواجد بجانبهم، وأمامهم طابور أخر للنساء يجلسن في المكان نفسه، يبدو الأمر فى ظاهره انتخابياً، لكنك سرعان ما تعرف أن الأمر بعيد عن الصندوق.
الخبز أهم من السياسة أحياناً..فالطابور المتراص، لا ينتظر دستوراً أو استقراراً؛ إنما ترقب لـ"لقمة عيش".. "الاستفتاء مش هنا..الناحية التانية" قالتها "أم حسن" متهمكمة على من ظن أن الطابور الجالس ذو طابع سياسى، المرأة الستينية أتت من أسوان لتعيش فى بين السرايات، فيما النزول إلى كشك الخبز من أجل عشرين رغيفاً طقسا يوميا لا يتبدل.
على مقربة منها جلست "آمال" التي تحمل فى يدها كيساً بلاستيكياً، ترتسم على ملامحها هموم الانتظار "كل يوم بنيجى من 8 ونص الصبح ونقعد بالساعتين عشان العيش" تقولها وهى تحمل هم أولادها الثلاثة المنتظرين بالمنزل، فى انتظار وجبة الإفطار.
"الاستفتاء طوال اليوم.. بس العيش كام ساعة" لا تبدو "آمال" عابئة كثيراً بشئون السياسة، فهى تعطي ظهرها لطابور استفتاء مجاور فى مدرسة "بين السرايات" ، تنتظر عربة العيش على أحر من الجمر، بينما تعتبر الاستفتاء رفاهية تبحث عنها بعد سد جوع أطفالها الصغار.
دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا