ايجى ميديا

السبت , 23 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

بالصور.. أهالي ''القرصاية'' على أعتاب الاستفتاء: هو يعنى أيه دستور؟

-  
أهالي القرصاية
أهالي القرصاية

كتبت وتصوير- دعاء الفولي:

مع أول شبكة ألقاها في الماء خرجت سمكة، نظر لها بإكبار، ومع السمكة الثانية علم أنه لن يبرح الجزيرة، ولن يمضي حقبا باحثا عن موطن آخر للرزق، مرت سنون وأحداث تغيرت فيها البلد، رؤساء تعاقبوا، أبناء كبروا وأحفاد جاءوا للدنيا، كانت الأجيال تولد لتجد نفسها في الجزيرة، يربطها بها عرق من شهدوا الشقاء على أرضها سابقا.

رغم أن جزيرة ''القرصاية'' تقع قريبا من شارع البحر الأعظم، لكن سكانها معزولون عن سمع المسئولين، قريبون من المدينة وبعيدون عما يحدث فيها، استفتاء الدستور يطرق عقول بعضهم، بينما يبقى الآخرين على حافة الحدث، كما تعودوا أن يكونوا على هامشه دائما، قبل فترة وجيزة عاشوا صراعا مع الدولة بسبب ملكية الأرض، فيما لا يزالون يعانون الأمرّين بسبب نقص المياه والكهرباء وسوء التعليم وبدائيات الحياة، تمنى بعضهم أن يحققها الدستور ويرفضه آخرون افتراضا أنه لن يأتي بجديد، فيما يتساءل البعض ''هو يعنى أيه دستور؟''.

جودة: ''ثلاثة نعم''

سائرا بين الطرقات، تحامل ''جودة رشدان'' على قدمه المريضة، يجلس على درجة عالية من سلم محل أحد الجيران، يحرسه حين عودته، بدأت قصته عام 1996، عندما اُصيب في حادثة أفقدته القدرة على التحكم بقدمه اليمنى وأورثته مسامير بظهره.

إذا ما سُئل ''جودة'' عن رأيه في الاستفتاء لن يكون الرد نعم أو لا، بل ''تلات نعمات.. أنا مبحبش الإخوان أساسا''، يربط الرجل بين كرهه لفصيل الإخوان وموافقته على الدستور، الذي يرى رغم بعض النواقص أنه ''جاب حقوق المعاقين اللي زيي''، لا يعرف تفصيلات كثيرة فيما يتعلق بحقه في تعديلات الدستور، لكن يعي جيدا أنه سيصبح أفضل إذا ما وافق.

لا تخلُ جعبة ''جودة'' من مشاكل يتمنى حلها، معاش أكثر، بدلا من 275 جنيه يحصل عليها من وزارة التضامن بسبب إعاقته، يعتقد أن الدستور هو العصا السحرية التي ستنهي كل شيء، لا يعترض على شيء منه سوى ''سمعت إن مادة المحاكمات العسكرية منصفتش الناس.. بس اتمنى تتغير مستقبلا''.

محمد: ''نفسي اتعلم بس''

كانت أغنية تنبعث من سماعات كبيرة وضعها ''محمد صالح'' على شباك منزله في الدور الأرضي، مع أنغامها يتمايل ''محمد''، يرتدي جلبابا أسودا ويجلس على مصطبة قصيرة، لا يخفض صوت الأغنية حتى وإن ناداه أحد الجيران.

''أنا عندي سكر وصرع.. لسه كانت عندي نوبة من شوية''، يحكى ''محمد'' أن المرض الأول أتاه عقب موت والده من حوالي عامين ''حزنت على أبويا فجالي سكر''، أما الصرع فقد لحق به قبل سبع سنوات. يتعين عليه بسبب المرضين أن يحصل على علاج شهري، قيمته 500 جنيه، لأن العلاج الحكومي ''مبيكفيش''.

يتعامل ''محمد'' مع استفتاء الدستور بنظرة نفعية، لا يرى أنه سيستفيد إذا صوّت بنعم، ولذلك سيصوّت بلا، في نفس الوقت ''أنا مبثقش في الحكومة ولا السيسي''. إلا أنه  لم يكن لديه مانع في التصويت بنعم إذا علم ما سيحصل عليه في المقابل، وسؤاله الدائم ''هو الدستور هيدي للي زينا أيه؟''.
المرض لم يجعل الشاب ذو الثمانية  والعشرين ربيعا ساخطا على حاله، بقدر ما يؤرقه عدم العمل ''أنا ببيع سمك في سوق شارع عشرة.. بقالي شهر مخرجتش عشان مفيش غير سمك قليل وغالي''.

العلاج، العمل، وأشياء كثيرة يطلبها ''محمد''، لكن أكثرها هو التعليم، ''أنا مبعرفش أكتب وأقرا.. حاولت أروح محو الأمية ومفلحتش''، لم يكن أحد يهتم في الفصل بتعليمه جيدا، وذلك السبب لا علاقة له برفضه الدستور  ''أنا سمعت عن الدستور من التليفزيون.. ومراتي متعلمة وقريتلي المواد.. بس مش مقتنع''.

فايزة: ''بدعي للسيسي''

سار ''محمد'' قليلا إلى الأمام، ترك بيتا وراء الآخر، حتى وصل إلى منزل قديم مدخله ضيق، طرق الباب بشدة، فظهرت ''فايزة''، بذلك الوجه المبتسم مطلقا، سمْتها صعيدي، ولكنتها كذلك، لا تفقه كثيرا على حد قولها في السياسة، وكل ما تعرفه أنها ''بحب السيسي وبدعيله''.

أما الدستور فقد ''سمعت عنه من الناس''، وسوف تذهب لتصوّت بنعم -رغم أنها لم تعرف المواد المضافة، لأنها تريد إنهاء حالة التخبط في البلد، أما آمالها فتترضى بالقليل ''معايزاش غير ستر ربنا''، وعمل دائم لابنها المتزوج العائل لأطفال عدة، بعد أن ضاق به سوق الصيد.

أشرف: التخبط سيد الموقف

غير بعيد من منزل السيدة الستينية، كان منزل ''أشرف'' وعائلته الكبيرة، تحلقوا حول طعام الغداء، تضع النساء اللقيمات في فم الأطفال الذين لا يستقروا بمكان، بينما ''أشرف'' لا يزال بملابس العمل التي تلطخت ببقع الطلاء، بعد أن كان يمارس مهنته كنقاش بشقة ''علي'' أخو زوجته الكائنة في الدور الأعلى دون مقابل، رأفة بحال ''علي'' الذي سيتزوج، ولأن أشرف لا يجد عملا خارج البيت على كل حال.

متاعب الرجل الأربعيني كثيرة، فالكهرباء حاول توصيلها مرارا، بعد ما بدأت أول محاولة له منذ ثلاثة عشر عاما، وأخيرا قرر وزوجته أخذ سلك لتوصيلها ''سرقة''، ''رحت لحد بتوع النور وقلتلهم أنا سارق السلك ومفيش فايدة.. فين الدستور بقى اللي هيوفرلي نور ويخليني أقول نعم''.

 الحكومات والأشخاص لا يعنونه، المهم حياة أفضل. بجانب الصرف الصحي غير الموجود، هناك المياه التي يتعين عليهم ملئها ليلا كي يضمنوا توافرها صباحا، ''إحنا جنب البحر وعطشانين''، ولذلك الدستور في نظر ''أشرف'' يمثل ''راحة المواطن المصري''، لكنه لم يقرر في أي اتجاه سيصوت؛ تأتي حيرته لأكثر من سبب ''لو قعدت مع حد معارض للدستور بقتنع إنه وحش''، في حين أن المؤيدين ''بيقولولي حلو''، والنتيجة ''أنا لحد دلوقتي مش عارف هعمل أيه''.

زوجة أشرف، ''أم كمال'' كما تحب أن تٌنادى، تعتقد أن ''في حرب بين الإخوان والسيسي وأحنا مطحونين في النص''، تصويتها بنعم أو لا مرهون باقتناعها بما سيحققه الدستور، أما النتيجة فلا تعبأ بها، طالما سيتوفر أمران، ''تعليم كويس للواد''، ''محمود'' الابن الأوسط  في الصف السادس الابتدائي، الذي يضطر والداه لدفع ثمن مجموعات تقوية يحصل عليها في المدرسة، وبغرض المساعدة خرج ''محمود'' للعمل على المعدية التي تربط بين الجزيرة والعالم الخارجي. والأمر الثاني هو ضمان علاج ابنتها ''هند'' ذات الأربعة أعوام ''لما صدرها بيتعب بروح أم المصريين أدفع تذكرة رخيصة.. وأجي أجيب الدوا من المستشفى يقولي هاتيه من برة''.

سميرة: ''هو يعني ايه دستور''

جلست سميرة، لا تتكلم إلا قليلا، لا تعرف عمرها تحديدا، سوى أنها جاءت لـ''القرصاية'' صغيرة، حتى أن بطاقتها الشخصية ضاعت في محافظة المنيا حيث ولدت، تبيع بعض أشياء لأهالي المنطقة، سجائر وحلويات للصغار، العيش بمفردها جعلها تعتمد على نفسها، ولا تهتم بما يحدث في البلد، الدستور بالنسبة لها شيئا مجهولا ''هو يعني أيه دستور''، كذلك الاستفتاء، ومع ذلك فأمانيها مقتصرة على ''نفسي في سرير وبطانية بتوعي''، وأن يخرج ابنها الوحيد شعبان ذو الثلاثين عاما، من السجن بعد اتهامه بقتل أحد أقاربه بالمنيا.

دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا


 

التعليقات