كتب- محمد منصور:
يعاني أكثر من ثلث مواطني العالم من السمنة، وهو الداء الذي يصيبهم بالعديد من الأمراض، التي تبدأ بارتفاع ضغط الدم وتنتهي بالذبحة الصدرية التي قد تؤدي للوفاة، ويسعي العلماء والباحثين لدراسة تطورات السمنة وانعكاساتها على الصحة العامة في محاولة منهم لفهم آلية زيادة الوزن للتعامل معها، ومؤخراً، كشف مجموعة من الباحثين التابعين لجامعة يابانية أن خسارة الوزن قد تكون أكثر صعوبة كلما تقدم الشخص في العمر.
تنتشر الدهون في أجساد كل الفئات العمرية، وتنقسم إلى نوعين؛ الأول الدهون البنية: وهي تلك الدهون التي يحرقها الجسم لتوليد الطاقة والحرارة، ويصفها العلماء بالدهون الحيوية المسئولة عن تعزيز عمليات التمثيل الغذائي، والثانية الدهون البيضاء؛ التي تقع تحت الجلد وفوق المعدة وتملأ الفخذين والذرعين والأرداف وناتجة عن الإفراط في الطعام، ويقول العلماء في دراسة نشرتها مجلة "بولسن" أن تراجع معدلات الدهون البنية حال التقدم في السن هي السبب الرئيسي في زيادة الوزن في الكبر لأن الجسد لا يستطيع القيام بعمليات حرق الدهون البيضاء بصورة فعالة.
الكثير من البشر يقلق من تراكم الدهون في منطقة البطن، كونها غير جذابة وسيئة على الصحة، فعندما يتزايد محيط الخصر بمعدل 7 سنتيمترات يكون ذلك مؤشرً على تراكم الدهون في الشرايين وهو الأمر الذي يزعج الأطباء الذين يضطرون إلى طلب تخفيض عدد السعرات الحرارية لمرضاهم فوق سن 45 بمعدل 200 سعر حراري أقل من أولئك الذين هم أصغر سناً.
قلة نسبة الدهون البنية يعني حرق أقل، وبالتالي نشاط أقل، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الوزن باطراد، وكلما زاد السن، يكون التعامل مع الوجبات "أكثر سوءًا" ويكون الاستعداد لممارسة الرياضة أقل بكثير، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تحول عمليات الأيض – الحرق – في الاتجاه السلبي ويزيد من فرص تمكن السمنة من الجسد.
اكتشاف العلاقة بين الدهون البنية والبيضاء يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة للعديد من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.
وتقول الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة "شيزوكا" اليابانية إن تجنب انتشار السمنة فى منتصف العمر يمكن حدوثها عن طريق ممارسة الرياضة المنتظمة وتناول كميات قليلة من الدسم وحمية عالية من الكربوهيدرات ذات نسبة ألياف عالية.
دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن