كتبت - نوريهان سيف الدين:
''دكانة'' صغيرة على مدخل شارع صلاح الدين و بحي ''مصر الجديدة'' العريق، ''اسكافي'' جلس يتابع عمله بنشاط مستمعا إلى ''نشرة الأخبار''، يتجاذب أطراف الحديث مع ''زبون'' جلس على ''الدكة الجلد'' المقابلة لـ''الاسكافي'' صاحب المحل.
خيوط ''دوبارة'' تدلت من سقف المحل، تعلقت بها ''صنادل جلدية'' و ''قوالب خشبية'' يستعملها هذا الاسكافي العجوز في عمله، على الجدران تراصت أيقونات ''العدرا'' و ''القديسين''، لكن صورة ''مولانا الملك'' جذبت الأنظار إليها عمن سواها.
''نشأت'' الاسكافي الذي تخطت سني عمره 60 عاما، تحدث عن سبب اعجابه بـ''مولانا'' فقال: ''أيامها البلد كانت نضيفة و الناس عايشة بصحيح، تلاقي الفقير انشالله يكون بواب أو سفرجي بس عايش بكرامة و نضيف و الناس مبسوطة و راضية، ياريت زمن مولانا يرجع تاني يمكن الناس تتعدل''.
''دكانة نشأت'' عمرها أكبر من عمره هو شخصيا، فملكيتها تعود لأحد أبناء ''هليوبوليس'' قبل أن يشتريها الأخ الأكبر لـ''نشأت'' في أربعينات القرن الماضي، و تتوارث الأسرة مهنة ''الإسكافي''، و تتوارث معها صور ''الملك فاروق'' و ''أيقونات السيدة العذراء''، و أيضا ''استفسار دائم'' عن سبب وضع صورة الملك السابق لكل هذه السنوات.