كتب- محمد منصور:
''لا ينبغي لنا أن نقبل المزيد من أسباب الأشياء الطبيعية غير تلك التي تثبت صحتها والقدر الكافي من تفسير ظهورها'' كلمات خطها العبقري، وأشهر العلماء على مر العصور، إسحاق نيوتن، ليعبر بها عن مكنونات نفسه الرافضة للأمور التي لا تحمل تفسيراً علمياً منطقياً حتي وإن كان لها صدي كبير فى الطبيعة، فعندما نُعمل الخيال، وندور فى أروقة العقل، سيصبح لكل شئ تفسير، ففي البدء يكون الخيال، وفي المنتهي نحصل على التفسيرات.
نيوتن، المولود فى 4 يناير من العام 1643، والذي جاء إلى هذا العالم بجسد ضئيل وروح مرهفة، فوزنه وقت ولادته لم يكن يتعدي بضعة مئات من الجرامات، حتي أن السيدة التى قامت بمساعدة والداته على الولادة تأخرت فى جلب المياة لاعتقادها بأن الطفل لن يعيش.. وفي عامه الثالث، تركته والداته مع جدته لأمه وقررت الزواج من رجل أخر، الأمر الذي جعله ''منزوياً'' إلى حد كبير، فترك الأقران وتفرغ للتأمل فى سن صغير، ليكون زواج والدته ''حنا'' أعظم زواج فى تاريخ البشرية، فبسببه، حُرم نيوتن من نعمة الأمومة ليهدي العالم نعمة العلم.
وعندما أصبح في الثانية عشرة من عمرهِ اُرسل إلى المدرسة في( غرانثام) حيث كان يبدو بأنهُ لم يُظهر إلا القليل من علامات التميز الدراسية بين زملائهِ,إلا أنه كان يقضي قدراً كبيراً من الوقت خلاله يصنع الطائرات الورقية والساعات المائية والشمسية، تخرج فى جامعة ''كامبريدج'' سنة 1665، وبدون أى قدر من التميز تقريباً، عاد إلى قريته ليبدأ فى مرحلة التأمل والخيال.
وفي البيت، بدأ نيوتن فى دراسة أعمال كبار الرياضيين، وبدأ اهتمامه ينصب فى دراسة الرياضيات البحتة وعلوم البصريات، حتي حدثت واقعة التفاحة الشهيرة، التي أثمرت عن اكتشاف القوانين المتعلقة بالجاذبية الأرضية.
إن أعظم ما أنتجهُ نيوتن,كان كتابهُ{ المبادئ في الرياضيات والفلسفة الطبيعية} والذي كتبهُ في ثمانية عشر شهراً فقط(نـُـشـر عام 1687م). لقد جسّد هذا الكتاب كل أعمالهِ في الميكانيكا. ويعتبر هذا الكتاب اليوم أعظم عمل علمي تم إنتاجهُ على الإطلاق في تاريخ البشرية . وقد إحتوى الكتاب على عدد من القواعد والمبادئ والتي تعد نواة لعدد من العلوم التي يتم تدريسها فى الوقت الحالي، علاوة على صياغته لقوانين الحركة الثلاث، والتي تُعرف الآن بقوانين نيوتن.
نيوتن، العالم الفذ، وأحد العبقريات الحقيقية القليلة فى التاريخ، لم يتزوج مطلقاً، وعاش حياته بعيداً عن المجتمع، فرغم أنه كان يعطي عدد من المحاضرات القليلة إلا إنه كان منهمكاً فى الأساس بالأبحاث العلمية، فطفولته البائسة جعلته أنسانا أنطوائياً غريباً غير محبوب، غير أنها لم تؤثر على مسار عبقريته الاستثنائية.
دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي.. شارك برأيك الآن