كتب- محمد منصور:
الطبيب الأعظم، وواضع الأساس، ومؤلف القواعد الحاكمة للصحة العامة، شهرته لم تلحق، أو حتى تقترب، من شهرة تلميذه المٌبدع "أبو بكر الرازي" الذي قال عن استاذه "لم أجد أعلم منه فى الأرض"، إنه "بن ربن الطبري"، الذي ولد فى مثل هذا اليوم قبل 1234 عاماً.
هو أبوالحسن علي بن سهل ربن الطبري ولد في مرو في طبرستان، شمال إيران الحالية، عام 780م وهو ينحدر من أسرة فارسية مسيحية، أما لقب ربن فيعني الأستاذ الجليل.
مارس أبوالحسن الطب وتدريسه في مدينة (الري)، ثم ذهب إلى العراق واستقر بمدينة (سامراء) حيث صار كاتبا للخليفة المعتصم، والواثق، والمتوكل، وأعتنق الإسلام على يد الخليفة المعتصم الذي لقبه بلقب مولي أمير المؤمنين،ولشرف فضله جعله من ندمائه
مارس "الطبري" لسنوات طويلة علم الطب، وقيل أنه قام بترجمة مراجع الأولين، غير أن ما فعله كان أكثر من مجرد النقل من الحضارات السابقة، فقد بدأ "الطبري" فى وضع الأسس العامة لممارسة مهنة الطب، وذكر العديد من الوسائل التي يجب فعلها لتلافي الإصابة بالمرض، وهو الأمر الذي فتح باب ما يُعرف الآن بـ"الطب الوقائي".
من أشهر مؤلفاته كتاب " فردوس الحكمة" عام 850م وهو عبارة عن موسوعة طبية تطرق فيه لجميع فروع الطب، ووصف فيها الأمراض من أخمص القدم إلى الرأس، اضافة إلي بحوث في الفلسفة وعلم النفس والحيوان والفلك والظواهر الجوية، وقد كتبه بالعربية، وترجمه في الوقت نفسه إلى السريانية ونشرت منه عدة نسخ في بلدان مختلفة وطبع بالهند عام 1928م.
وفي عام 1996 ونظرا لأهمية موسوعة "فردوس الحكمة" في وضع قواعد وأسس الطب الحديث تم طبع هذه الموسوعة ونشرها من طرف معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت الألمانية، وهذه الموسوعة تتألف من سبعة اجزاء بها ثلاثين مقالة وتحتوي هذه المقالات علي ثلاثمائة وستون بابا، وبذلك نرى كيف أسهم العالم الكبير الطبري في وضع أسس الطب الحديث منذ أكثر من ألف عام.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا