كتبت - نوريهان سيف الدين:
البرد رواجًا لهم، وحركة الجمعيات الخيرية رزقا ينتظروه من الموسم للموسم، إلا أن "حملات التليفزيون" وضعتهم في مأزق، و رغم كثافة البيع و "الجملة" المتتالية، و"ارتفاع سعر المصانع" وضعهم في مأزق أمام المشترين.
باعة "البطاطين" بمنطقة "وكالة البلح" انتظروا موسم الشتاء لاخراج ما تبقى عندهم من بطاطين منذ الشتاء الماضي، و جلبوا كميات ضخمة من "بطاطين مجوز و فرد" لاستيعاب الطلب المتزايد عليها، و على عكس المتوقع من "حملات المليون بطانية" انها ستجلب رزقا وفيرا لباعة و تجار البطاطين، إلا أنهم قالوا "ضيقوا علينا المكسب و مش عارفين نبيع".
"بطانية الجيش كسبت بطانية النمر" .. هكذا وصف "أحمد" البائع أمام شركة الكهرباء وهو منهمك في "تشوين" أجولة البطاطين من "النص نقل" إلى "دواليب" الحفظ والعرض استعدادا لبيعها، وقال: "ناس بتيجي تبيع بطاطين الجيش القديمة هنا و اغلبها بيكون بطانية (نفر واحد)، بس بتلاقي اللي يشتريها خصوصا من الغلابة أو حراس الأمن في الشوارع عشان صوفها تقيل ويستحمل".
ووصف "أحمد" كيف يستطيع الباعة الحصول على "بطاطين الجيش"، فقال: "الجيش كل سنة أو كل فترة بيغير (الستوك) بتاعه و يجيب جديد، و بيروح ناس للمناقصات يشتروا الهالك بتاع الجيش في كل حاجة و يفرزوه و من ضمنها البطاطين، و يبدأوا يبيعوها للموزعين و البياعين"، و اضاف: "كان فيه بطانية زمان مستوردة اسمها النمر، دي كانت ناعمة شوية و لها زبونها و بتبيع كتير، لكن دلوقت استيرداها قليل و ظهرت اسامي تانية مصري و مستورد، و طبعا بطانية الجيش الخشنة هي اللي بتبيع اكتر".
"الجمعيات الخيرية" هي المشتري الأكثر تعاملا مع باعة البطاطين، فحملات الكساء التي ترعاها تلك الجمعيات توفر لهم مصدر دخل شبه ثابت، لكن "الدنيا اتفتحت نوبة واحده- على حد وصف عماد حسني، أحد الباعة"، و وضح هذه الحالة، فقال: "اما عماد أديب و مذيعين التليفزيون عملوا حملات المليون بطانية، هما بيتعاملوا على طول مع المصانع و المصنع سهل يعملها و بحملة واحدة يقدر يشغل كذا مصنع و كفاية عليهم أوي فلوسهم مضمونة، لكن بتغلى علينا احنا و بنضطر نشتري بالغالي عشان المشتري العادي".
الفارق بين "الكيس البلاستيك" و"الشنطة الفاخرة" هو الأخر يضع كلمته في تحديد سعر البطانية، فالبطاطين المطلوبة لحملات الدفء التي ترعاها الجمعيات الخيرية غالبا ما تكون مغلفة بـ"كيس نايلون" بسيط و مغلقة بـ"بلاستر عريض"، بينما المشتري المباشر من المحلات يفضلها مغلفة في "شنطة بـ سوستة" لضمان تخزينها مرة أخرى، و نوع الغلاف يختلف في السعر "مع انها هي نفس البطانية" كما أكد أحد الباعة هناك".
أسعار البطاطين تراوحت بين 25 جنيهًا للبطانية المصرية العادية و حتى 100 جنيه للمستوردة، وقال "محمد أحمد- صاحب محل بمنطقة مربع ماسبيرو": "كل البطاطين دي تعتبر درجة تانية غير البطاطين الممتازة و الماركات الكبيرة، و دي غالبا بتكون إما اسباني او امريكاني، و بتختلف جودتها في النعومة و الرسمة و انها مبتعملش وبر، او مثلا لو حد هيجيب (طقم سرير)، و اسعارها ممكن توصل لـ1000 جنيه لطاقم البطانية الواحدة".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا