كتبت - يسرا سلامة:
لا تعرف إلى اسمه سبيلًا، ولا إلى عمره رقمًا محددًا؛ فكل بياناته ذهبت في طيات الحرب، وتداعت على بلده كل نفوذ الغرب والشرق، يأكلون منها بعد أن سقطت في بئر من الإرهاب والعنف و''العنف المضاد''؛ ليبقى هو وحيداً أمام الكاميرا يحكى عن مأساته.
طلقات الرصاص من حوله لا تهدأ، أصبحت وكأنها الموسيقى التصويرية للباقي من أيامه، تركت الحرب أثارها على عينيه، وعلى لون بشرته الذي أخذ لون رمادها، الحرب في سوريا وبالتحديد في ''سبينة''، التي لا تهدأ بها الاشتباكات بين نظام يدافع عن نفسه حتى النهاية، وميلشيات مسلحة.
''ما في أكلة ولا شربة..باكل ورق''، هكذا تحدث الطفل المجهول أمام العالم أجمع ليؤكد أن طعامه ''ورق كارتون''، بعد أن خلت المدينة من طعام لابنها بسبب الحرب، أصبع الطعام غاليًا كالحياة بالنسبة له، ليجد في ورق الشوارع طعامًا يسد رمقه.
يتيماً ذو 7 أخوات، لا يجد عملًا بحسب ما يروى من خلال فيديو له عبر موقع ''يوتيوب'' تم تصويره في قلب دمشق، يبحث عن مأوى لم يجده وسط المدينة الجائعة، ليس وحيدًا يصارع في الجوع بالبلدة.
تعليقات ضد العرب وتخاذلهم، وأخرى ضد الأرز الذي تلقيه الدول العربية في البحار من كثرته، وأخرى تلوم العالم على صمته ضد هذه المهزلة، كلها وأخرى تعليقات تركها نشطاء تعقيبًا على الفيديو، ليبقى الطفل وحده حقيقة لا تتغير، وظروف قاسية تطحنه في انتظار أن يتحرك له ضمير العالم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا