كتبت - نوريهان سيف الدين:
على مدخل ''ميدان محمد فريد''، وعلى مقربة خطوات عن ''محطة المترو''، جلس على كرسيه الخشبي الصغير تحاوطه لوحاته المحفورة على الخشب، تتأمله أعين المارة جيئة و ذهابا، بنما هو منهمك في حفر ''تابلوه'' جديد، ووضعه بجانب الآخرين في انتظار ''زبون بيفهم و يقدر''.
الشاب العشريني قال إن ''الشارع معرض مفتوح للجميع''، و فسر وجهة نظره فقال: ''في الشارع الرايح و الجاي بيشوف بعينه حتى لو مش هيشتري أو حتى لو مش هيقف يتابع بدقة ايه معروض، إنما لو محل فالمعروض هيكون محجوب عن الناس، و مش أي حد هيدخل يتفرج''.
أزمة استئجار المحلات التجارية دعمت وجهة نظر الشاب صاحب الأعمال الابداعية، فقال أنه منذ فترة وقف في ''ميدان طلعت حرب'' يعرض منتجاته من الحفر على الخشب، و ان صيته بدأ في الانتشار، لكنه الآن يحاول تجريب مكان اضافي جديد، ''و ربنا بيبعت الرزق''.
''قناع فانديتا، وجه أم كلثوم، آيات قرآنية، بابا نويل، العام الجديد 2014'' وغيرها الكثير من الأعمال اليدوية و الحفر على ألواح الخشب، و التي قال أنه يأتي بـ''فرخ الخشب'' بالجملة و يقوم بتقطيعه، ثم يأتي بـ''الباترون'' من خلال الانترنت، و يقوم بطباعته و تفريغه على الخشب، و يستعمل أدواته البسيطة ''دقماق خشبي و أزميل معدني'' في حفر النموذج على نوع من الخشب هو في الأصل ''كارتون مضغوط و معالج''، ثم تبدأ عملية ''الصنفرة''، تليها خطوة ''الطلاء و التلميع''، و يكون ''التابلوه'' جاهزا للعرض و البيع.
مضايقات كثيرة يتعرض لها البائع الشاب، أكثرها من خلال ''البلدية أو البلطجية''، لكنه آثر التضحية بالنقود عن التفريط في عمل من اعماله، فقال: ''أحيانا بيجي حد يبلطج عليا وياخد مني الشغل، لكن أنا بهاود اموري معاه و ممكن أعمله شغل بسعر التكلفة، لكن اني افرط في حتة خشب واحدة مقدرش طبعا''.
أسعار التابلوهات والأعمال الخشبية عنده تبدأ من 10 جنيهات للقطعة الصغيرة وصولا إلى (ألف جنيه) للأعمال الخاصة، و هي ما تتطلب حفرا بالغ الدقة و مجهودا كبيرا، فيذكر أن ''صقر النادي الأهلي'' و ''صورة السادات'' هما أكثر الأعمال التي تطلبت منه تركيزا و مهارة في الحفر و ابراز الأجزاء الخشبية، و بيعت القطعة الواحدة بـ1,000 جنيه، مختتما كلامه قائلا: ''أنا حفار شاطر إنما مش رسام خالص''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا