كتبت - يسرا سلامة:
فى أغسطس 2012.. خرج المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي، معلناً قرار الرئيس مرسي بتشكيل فريق رئاسي معاون، وذلك بتعيين أربعة أشخاص أساسيين شكلوا مساعدي الرئيس، وهم باكينام الشرقاوي مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية، وعصام الحداد مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وسمير مرقص مساعداً لرئيس الجمهورية لملف التحول الديمقراطي، وعماد الدين عبد الغفور مساعداً لرئيس الجمهورية عن ملف التواصل المجتمعي.
ولحق بهم 17 شخصاً كونوا ما عُرف بـ'' الهيئة الاستشارية''، ما بين سياسيين وإعلاميين ومثقفين، كلا في مجاله، كان هناك من رأى في هذا الفريق خطوة جيدة لأخذ بمشورة ذوي الشأن، وهناك من رأى من البداية أنه لا فائدة من وجود كل هؤلاء طالما ليس هناك سياسة قائمة واضحة لمؤسسة الرئاسة بشكل عام .
باكينام الشرقاوى.. مستشارة مرسى من خارج الجماعة
خبرتها الأكاديمية فى كلية الإقتصاد و العلوم السياسية دفعت بها أن تتقلد منصب مستشارة الرئيس مرسى، لم يمنع كونها مرأة من تقلد المنصب، وكانت واحدة ممن استمروا فى منصب مستشار الرئيس حتى النهاية، على الرغم من عدم انتمائها الواضح لجماعة الإخوان المسلمين.
نافذة عبر موقع التواصل الإجتماعى كانت إطلالتها الوحيدة لطرح رؤيتها السياسية، بجانب عدد محدود من اللقاءات الإعلامية، انتقدت فى فترة عملها كمستشارة للرئيس جرعة ''الديمقراطية الكبيرة'' التى حصل عليها الشعب ، كما أيدت الإعلان الدستورى الذى أعلنه مرسى فى نوفمبر 2012 .
صعود الإنتقادات لأستاذة العلوم السياسية بلغ ذروته فى المؤتمر الصحفى الخاص ببحث تقرير اللجنة الثلاثية حول سد النهضة، والذى تم بحضور الرئيس مرسى، وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة، وعلى الرغم من إدارتها للحوار، إلا إنها لم تبلغ الحضور بأن الحوار مُذاع على الهواء.
لكن طريقة إدارة مستشارة ''مرسى'' للحوار أزعج البعض حتى من مؤيديه، الأمر الذى دفع ممدوح إسماعيل نائب مجلس الشعب المنحل بأن يصرح أن ''باكينام الشرقاوى'' أدارت مؤتمر سد النهضة بطريقة أمن الدولة، بحسب قوله، وأنه كان عليها إبلاغ الجميع بذلك.
اختفاء طويل لـ''الشرقاوى'' بعد مظاهرات الثلاثين من يونيو، والتى كان من قبلها سيل من التصريحات عن عدم اعتراضها على خروج مسيرات معارضة للرئيس، طالما فى إطار السلمية، لكن اختفاءها وبعدها عن المشهد دام طويلاً ، حتى خرجت فى نوفمبر 2013، فى وقفة احتجاجية أمامك كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، فى ذكرى مرور مائة يوم على أحداث فض ميدانى رابعة العدوية والنهضة، ملوحة بإشارة رابعة الشهيرة.
خالد علم الدين..رحيل وبكاء وفرقة
'فليسامحك الله سيدي الرئيس، لا أريد أن أضيف إلى عبئك عبئاً مضافاً''.. كلمات جاءت مختلطة بدموع خالد علم الدين، مستشار الرئيس لشؤون البيئة المقال، مطالباً باعتذار رسمياً من شخص الرئيس لأنه لن '' أقبل باعتذار أدنى من ذلك''.
''ما حدث بمثابة طعنة خنجر'' ..هكذا قال مستشار الرئيس المقال، قائلاً: '' أتصور أن هؤلاء بدم بارد ولأهداف سياسية لا يبالون بمن يصيبون''، وواصل استعراض ما قام به طوال فترة عمله كمستشار منذ صدور قرار تعيينه كمستشار للرئيس ، معرباً عن أنه ''سعيد لأني تركت موقع لست متوافقاً معه ..لا أستطيع أن أعمل دمية أو قطعة ديكور''.
استقالة ''علم الدين'' بمثابة شرخ فى علاقة جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور، حيث رد الأخير على هجوم الإخوان على ''علم الدين'' : '' إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات فلتحدثنا عن صفة خيرت الشاطر التي تكلم بها عن تحركات مرصودة لأطراف في الداخل والخارج لم يسمها''، وأيضاً: '' وإذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات فلتخبرنا عن حديث عصام العريان عن تسجيل مكالمات''.
''علم الدين'' هو من مواليد كفر الشيخ عام 1963، شغل مناصب أكاديمية بكلية العلوم والأكاديمية للعلوم والتكنولوجيا، وشارك في عدد من المشروعات العلمية منها تحديث بيانات الضبعة بالتعاون مع الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء والهيئة القومية للمحطات النووية في أغسطس 2001، وله أكثر من 40 بحث ومؤلف علمي منشور متعلق بشؤون البيئة، وهو عضو مجلس شورى الدعوة السلفية بمصر، وعضو حزب النور.
بسام الزرقا.. انصر أخاك
لم تكن استقالة ''خالد علم الدين'' الأولى فى أروقة قصر الرئاسة، ولم تكن كذلك الأولى فى حزب النور، الظهير السياسى لأبناء الدعوة السلفية فى مصر، فلحقت بها إستقالة ''بسام الزرقا'' القيادى بحزب النور من منصب مستشار الرئيس للشئون السياسية، اعتراضاً على إقالة ''علم الدين''.
''حذرنا من هذا السيناريو ودعونا لإعمال صوت العقل ,وها نحن نسير بسبب قرار إجرامي في نفق مظلم,بدايته دماء تلعن قاتليها، والله وحده يعلم نهايته''، هكذا ترك ''الزرقا'' تعليقه عبر حسابه بموقع ''تويتر'' على فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة من أنصار الرئيس ''مرسى''.
لكن الطبيب خريج جامعة الإسكندرية، وعضو الهيئة العليا لحزب النور لم تتوقف مسيرته السياسية بعد تقديم الإستقالة، إذ تم اختياره بين أعضاء لجنة الخمسين لكتابة الدستور، لكنه آثر الإنسحاب بسبب أسباب ''صحية'' ، حسبما ورد له فى تصريحات صحفية.
أبناء الإخوان.. الباقون حتى النهاية
بعد ذلك انفرط عقد مستشارى ''مرسى''، كان أول استقالة لـ''سمير مرقص'' مساعد الرئيس لملف التحول الديمقراطي في نوفمبر، وجاءت عقب صدور الإعلان الدستوري، ولحق به كل من '' فاروق جويدة''، '' سكينة فؤاد '' مستشار الرئيس للشؤون الثقافية.
ثم جاءت استقالة كل من ''رفيق حبيب''، مستشار الرئيس للشؤون المسيحية، و''سيف الدين عبد الفتاح'' مستشار الرئيس للشؤون السياسية، و'' عمر الليثي'' مستشار الرئيس للشؤون الإعلام، وأخيراً ''محمد عصمت'' مستشار الرئيس للشؤون العربية.
أما شهر ديسمبر فشهد استقالة اثنين فقط هما ''أيمن الصياد'' مستشار الرئيس بشؤون الإعلام، و''محمود مكي'' نائب الرئيس الذي يعتبر ضمن الفريق الرئاسي، والذي استقال لعدم وجود المنصب في نص الدستور بعد إقراره.
بينما في شهر يناير تقدم ''عصام العريان'' مستشار الرئيس للشؤون السياسية باستقالته ليصبح ثان عضو عن ''حزب الحرية والعدالة'' يخرج من الفريق الرئاسي بعد '' رفيق حبيب'' المستقيل من الفريق الاستشاري والحزب معاً .
ومع الاستقالة الأخيرة أصبح عدد الباقين بالفريق الرئاسي عشرة من بين 21 شخصاً وهم: '' أميمة كامل'' مستشار الرئيس لشؤون المرأة، و''عصام الحداد'' مستشار الرئيس لشؤون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، و'' أيمن على'' مستشار الرئيس لشؤون المصريين بالخارج، و'' أحمد محمد عمران'' مستشار الرئيس لشؤون التنمية المجتمعية، و''محي حامد'' مستشار الرئيس لشؤون التنمية البشرية، وحسين القزاز'' الذي لم يعلن عن الملف الذي يتولاه حتى الآن، ''عماد عبد الغفور'' مستشار الرئيس لملف التواصل المجتمعي، و''عماد حسين'' مستشار الرئيس للشؤون الأمنية، و''باكينام الشرقاوي''، و''محمد فؤاد جاد الله '' مستشار الرئيس للشؤون القانونية.
''مستشار'' و''شرطي'' و''إخوان''و"باكينام".. الباقون من ''الفريق الرئاسي'' !
منذ مظاهرات الثلاثين من يونيو، اصطحب الرئيس ''عدلى منصور'' معه إلى قصر الرئاسة عدد قليل من المستشارين السياسيين، من بينهم من جاءوا معه من الجهة الإستشارية ، مثل المستشار على عوض، ومنهم من جاء من الساحة السياسية مثل ''مصطفى حجازى'' و الإعلامى ''أحمد المسلمانى''.
''مصطفى حجازى''.. ''جان القصر'' ومسوق ''خارطة الطريق''
بأداء يختلف فيه عن سابقيه، و فكر استراتيجى ، و شخصية مميزة ، نجح ''مصطفى حجازى'' مستشار الرئيس عدلى منصور أن يثبت نفسه داخل أروقة القصر الرئاسى، وأمام أعين جمهور يتعلق بأدائه وثقته، ربما أكثر من المضمون الملقى عليهم.
''نحن نعيش فى صراع بين الماضى والمستقبل وعقليتهما وسنبنى المستقبل بالعلم والحكمة''، ''الإدارة الحالية للبلاد ليس أمامها سوى النجاح فى ظل التحديات والصعاب التى تواجها سواء فى الداخل أو الخارج''، كلها كلمات جرت على لسان المستتشار السياسى لرئيس الجمهورية ''مصطفى حجازى'' ، فى رسالته حول مستقبل مصر.
مساحة فارغة من الكوادر السياسية فى المشهد السياسى المصرى سمحت لـ''حجازى'' بسرعة الظهور وتألقه، خطف الأضواء لأنه أقرب إلى سن الشباب، انجلزيته اطلقة جعلت منه واجهة لجأت لها الدولة من أجل التعامل مع الإعلام الغربى، فمؤتمرات الرئاسة التى تهدف التحدث للخارج يكون هو المتحدث الرسمى فيها.
''صوت مصر الجديد''..أو كما ذكر عنه الإعلام ''عمرو أديب'' ''مصرى واحد بيفرق كتير''، هكذا ظهر ''حجازى'' على الشعب المصرى، بعد أن حصل على دكتوراة الفلسفة في الهندسة والإدارة الاستراتيجية للأزمات من جامعة جنوب كاليفورنيا، ثم عمل أستاذًا للإدارة والفكر الاستراتيجي والتطور المؤسسى في جامعة جنوب كاليفورنيا، وهو عضو مؤسس بالمعهد الإدارى لحوكمة الشركات، وعضو اللجنة الاستشارية للبنك الدولي وعضو مجلس أمناء المؤتمر العالمي الاسلامي للتنمية.
يعمل مصطفى حجازى في مجال صناعة الفكر، وهو مؤسس مركز متخصص في الفكر الاستراتيجي، وشركة تعمل في مجال الحوكمة، وتطوير مؤسسية الشركات، والكيانات الصغيرة، ويشمل مجال عمله تقديم خدمات استراتيجية؛ لتطوير الكيانات والمجتمعات.
مصطفى حجازي.. مستشار الرئيس وصوت مصر الجديد - (بروفايل)
''المسلمانى''.. واجهة القصر وصوت مؤسسة الرئاسة
من بلاط صاحبة الجلالة قطع طريقه إلى شاشة التلفزيون، أخذاً معه حبه و عشقه للصحافة ، فى تمام الثامنة مساءً، كان موعده مع الطبعة الأولى فى جولة حول الصحف يقدمها للمشاهدين، مستعيناص بين الحين والآخر برسومات توضيحية وخرائط يرسمها بيده لمزيد من تبسيط المعلومة.
لكن لا الصحافة ولا الإعلام كان كافياً لإرضاء طموحه، ولا حتى منصبه كمستشار للعالم المصرى ''أحمد زويل'' كان كذلك، هو ''أحمد المسلمانى'' الذى اخترق جدار قصر الرئاسة بعد رحيل الإخوان المسلمين، ليكون المستشار السياسى للرئيس المؤقت عدلى منصور.
ولد المسلماني في مركز بسيون، محافظة الغربية، وتخرج في قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1992، و كان رئيساً لاتحاد طلاب محافظة الغربية أثناء الدراسة الثانوية، وتولى رئاسة اللجنة الثقافية في اتحاد طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أثناء الدراسة الجامعية حصل في تلك الأثناء على جوائز وشهادات تقدير متعددة حيث منحته كلية الاقتصاد والعلوم السياسية '' درع الكلية '' على أثر فوزه بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في النشاط الثقافى لعام 1991.
التحق المسلمانى للعمل باحثاً مساعداً في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام بترشيح من الدكتور حسن نافعة أستاذ التنظيم الدولي ، و شارك في كتابة أجزاء من التقرير الاستراتيجى العربي الذي يصدره في مركز الدراسات السياسية معظم سنوات التسعينيات كما ساهم في تحرير عدد من الكتب الأكاديمية حول السياسة المصرية وحول الصراع العربي الإسرائيلي.
تعرض ''المسلمانى'' للتضيق في عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، وقد تم قطع الكهرباء عن قناة دريم أثناء اذاعة البرنامج في عام 2009، كما تم وقف البرنامج عن البث في عام 2010 وقد اعيد البرنامج بعد ضغوط من الصحف والمواقع الإلكترونية وقطاعات من النخب الوطنية والرأى العام.
''الفريق عبد الفتاح السيسى لا يمارس أى نفوذ سياسى داخل مؤسسة الرئاسة''، هكذ علق ''المسلمانى'' مدافعاً عن منصب الرئيس ''عدلى منصور'' ، وأن ''منصور'' هو الحاكم الفعلى للبلاد، مع غيرها من التصريحات الصحفية والإعلامية التى تدفع اى شبهات عن مؤسسة الرئاسة.