كتبت - إشراق أحمد:
حينما يُخيم الهدوء على المكان تحين اللحظة، حينما تأمن النفس فلا تخون لحظات السكينة يهم الفعل، حينما تنطوي '' العدالة'' في ثنايا الأحداث تنطلق ساعة الصفر بدوي تجذع منه القلوب، إنه '' انفجار''.
دخان يتصاعد، أصوات آلات تنبيه الشرطة، والإسعاف تتلاحق على المكان، مؤشرات بعدم وقوع ضحايا فقط انهيار أجزاء من مبنى، أو حفرة خلفها الانفجار، وأخرى تُحصي أعداد مَن لقي مصرعهم، ومَن نجوا من الموت بملاحقة الإصابة، ومع ذلك تتصاعد وتيرة التصريحات الرسمية وغير ذلك، والمطالبات بالكشف عن التفاصيل وعقاب الجاني، كما يجد تبادل الاتهامات مكانه بين هذا وذاك .
ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير لم تعرف الأنباء كلمة انفجار سوى بمنطقة سيناء وتحديدًا خط أنابيب الغاز الطبيعي الممتد لإسرائيل والأردن، فما بين ساعات الصباح الأولى أو الليل المتأخرة تأتي أنباء وقوع انفجار.
''تفجير خط الغاز للمرة''؛ وكأنه عداد رقمي أصبحت الأنباء تخرج بالتفاصيل ذاتها، باستثناء رقم وقوع الحادث الذي يزداد، والفاعل مع كل مرة جاءت به تصريحات السلطات حينذاك بأنهم مسلحون ملثمون، الأمر الذي شهد حالة من السخرية، خاصة مع عدم وجود إصابات تُذكر يسفر عنها الانفجار المتكرر، وتصريح الحكومة وقتها بوقف ضخ الغاز لإسرائيل فالضرر تمثل في '' الفراغ الأمني'' حتى جاء التعليق الأشهر '' الملثم واخد خط الأنابيب مقاولة رايح جاي''.
هدأ صوت وأنباء الانفجار الذي كان قد وصل معدل وقوعه لمرة كل شهر، لما يقرب من العام بعد النبأ الخامس عشر بتفجير الخط عقب شهر من تولي '' محمد مرسي'' منصب الرئيس، ليعود '' الملثم'' للمرة الـ 16 والأخيرة منذ ذلك الوقت في يوليو الماضي .
وعادت التفجيرات بلهيبها لتأخذ شكل آخر أكثر ضررًا بسقوط الضحايا؛ انخفض ''نجم'' أخبار '' الملثم'' كما لم يكن لوقائع القنابل اليدوية صدى الفعل ذاته، واحتلت مكانه السيارة المفخخة فكانت سمة التفجيرات التي شهدتها الشهور الماضية ولحقت خاصة بالأماكن الأمنية؛ لتعيد للأذهان حادث كنيسة القديسين الذي تحل ذكراه الثالثة 31 ديسمبر الجاري.
سيارة مفخخة تأخذ مكانها من الهدف حتى تأتي ساعة الصفر التي تحددت لها لتنفجر ناثرة مع الأشلاء والإصابات والحطام كره لن يداويه ويوقفه سوى حكم عادل وقصاص ناجز، لم يتحقق مع توالي الحوادث التي بلغ عددها منذ أغسطس الماضي وحتى الحادث الأخير بانفجار مديرية أمن المنصورة ما يقرب من 9 وقائع تتابعت مع الشهور بدأت في اغسطس الماضي مع أول واقعة في مدينة العريش وأخرى قرب قسم الشيخ زويد والتي لم تسفر عن خسائر.
''موكب وزير الداخلية محمد إبراهيم، مبنى المخابرات الحربية برفح، مديرية أمن جنوب سيناء، كمين الريسة بسيناء، مبنى المخابرات الحربية، ومعسكر الأمن المركزي بالإسماعلية'' جميعها أماكن شهدت وقوع انفجار أسفر عن ضحايا قتل وإصابة من مدنيين ورجال أمن دون أن تسفر التحقيقات عن جان يقدم للعدالة، فقط تلك '' السيارة المفخخة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا