كتبت - دعاء الفولي:
يقولون إن صوتها ثورة، يخرج أحدهم في الإعلام ليبدأ حديثه عن كونها نصف المجتمع، وأنها مصنع الرجال، تُربي الذين يصنعون الثورات ويحاربون مع الحق فيما بعد، لكنها عندما تحاول أن تُربي نفسها أولا بخروجها للشارع الفسيح، لتعبر عن رأيها، تجد من يُعنفها أو يسجنها أو يقتلها.
عام 2013 شهد حوادث كثيرة تتعلق بالمرأة المصرية، فإن كان خروجها في المظاهرات أمرًا عاديًا من ثورة يناير إلا أن التعامل معها أصبح مختلفًا لحد ما، ظهر ذلك في أكثر من حادث على مدار السنة.
في السابع عشر من مارس، وبينما كان مكتب ''الإرشاد'' بالمقطم يطل على مجموعة من المتظاهرين المعترضين على جماعة الإخوان وحكم الرئيس السابق محمد مرسي، ومع ارتفاع حدة الاشتباكات بين الطرفين كانت الناشطة ميرفت موسى في صف المتظاهرين، عندما حدثت مشادة كلامية بينها وبين مؤيدي مرسي؛ ليقوم الثاني بلطمها على وجهها؛ فزاد ذلك من حدة اعتراضات الشارع على حكم الإخوان المسلمين.
بينما كانت تتجه لمقر عملها بمدينة الإنتاج الإعلامي، أوقفها المعتصمين على أبواب المدينة؛ طالبوها بالنزول من سيارتها، وعندما رفضت قاموا بتكسير الزجاج الخلفي للسيارة، فما كان منها إلا العودة للخلف والهروب.
كان ذلك في الخامس والعشرين من مارس؛ حيث قام بعض المؤيدين للشيخ حازم أبو إسماعيل باستيقاف الإعلامية ريهام السهلي اعتراضًا على برنامجها، لكن ذلك لم يمنعها العودة لعملها فيما بعد، على حد قولها.
مرت أشهر، سقطت فيها ضحيات في أحداث مختلفة متتابعة، حتى جاء يوم 19 يوليو، عندما خرجت مسيرة نسائية ليلية للاعتراض على ما سموه ''الانقلاب العسكري''، وبعد وقت ليس بطويل، حدث هجوم على المسيرة من قبل بلطجية، وقُتل على إثر ذلك ثلاث سيدات، منهن الطالبة ''هالة أبو شعيشع''.
تتابعت الأحداث، فأثناء فض ''رابعة والنساء'' قُتلت جراء الأحداث نساء عديدات؛ منهن الصحفية حبيبة عبد العزيز، وعقب الفض بيومين، تحديدًا يوم الجمعة الذي شهد مظاهرات مناهضة للسلطة، وشهد بقاء الكثير من الرجال والنساء داخل مسجد الفتح أكثر من ثمانية عشر ساعة، تم القبض على أكثر من فتاة أثناء عودتها من التظاهرات وقت ''الحظر''، مثل خديجة إسماعيل الطالبة بكلية التجارة جامعة الأزهر، ومكثت هي وصديقاتها في السجن أكثر من أسبوعين حت تم الإفراج عنهن.
''قبضوا علينا''، تغريدة كتبتها الناشطة منى سيف، وذلك عقب القبض عليها من قبل الشرطة، أمام مجلس الشورى هي ومجموعة متظاهرين آخرين ممن نزلوا للاعتراض على المحاكمات العسكرية للمدنيين، وكان معها ناشطات أخريات، مثل منى موسى ورشا عزب، ولكن تم الإفراج عنهن في نفس الليلة.
لم يكن أمر القبض على الفتيات متعلق بالقاهرة فقط، بل هناك في الأسكندرية تم القبض على 21 فتاة من حركة ''7 الصبح'' أثناء مشاركتهن في مظاهرة مناهضة للنظام يوم 31 أكتوبر، وتم إيداع بعضهن سجن الأبعدية، والصغار في الأحداث بسيدي جابر، وعقب بقائهن في السجن أكثر من شهر نتيجة اتهامهن بتعطيل حال المرور، وتكدير السلم العام وحيازة أسلحة، تم الإفراج عنهن في 7 ديسمبر.
''نساء مصر'' في ''30 يونيو'' تأييد أو معارضة.. لا يزال ''صوت المرأة ثورة''
''أم أحمد''.. بين المعارضة والتأييد ''عين تدمع وقلب يحزن''
نساء ''رابعة'': ''الإعلام والجيش'' يعرضان نصف الحقيقة.. و''اللي يرفض يضرب بيتصفى''
''ليلى''.. من دمياط'' إلى بورفؤاد ''رايح جاي'' والنتيجة تهديد بـ''الطلاق''
''سميرة'' من ''النهضة'': ناصر ''حرر البلد'' ومبارك ''ربنا معاه'' ومرسي ''طيب''
''رشا وآية وعزة وخديجة''.. انكسار النفس تحت وطأة ''السلطة''
لا فارق بين تأييد ''مرسي'' أو ''السيسي''.. ''هتنضربي يعني هتنضربي''