كتبت - نوريهان سيف الدين:
من المحلة الكبرى، جاء الشاب الوسيم ليلتحق بكلية ''البوليس''، و تزداد الوجاهة و الابهة بـ''البدلة الميري'' و ''النجوم'' تعلو الكتفين، مقتديا بوالده ''عميد الشرطة'' واخيه ''ضابط الجيش''، إلا أن ''سحر الشاشة الفضية'' جذب عقله، لا سيما أن اخوانه يعملون في المجال الفني، رغم تخرج أحدهم من ''الكلية الحربية'' و عمله ضابطا بالجيش و انضمامه لـ''الضباط الأحرار''.
''صلاح ذو الفقار'' الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، ولد بمدينة ''المحلة'' في 18 يناير 1926، و إلتحق بكلية الشرطة و تخرج في نفس دفعة ''اللواء أحمد رشدي و النبوي اسماعيل و زكي بدر''، و بعد تخرجه عمل ''مدرسا'' بنفس الكلية، ثم عمل بمدينة ''شبين الكوم'' و ''ضابط بسجن طرة''، إلى أن استقال من سلك الشرطة في 1957 ليتفرغ للفن.
رغم شهرته الطاغية كأحد نجوم الشاشة الكبيرة، إلا أن القليلون فقط يعلمون أنه كان ضمن ''أبطال البوليس المصري'' الذي تصدى لـ''مذبحة الشرطة بالاسماعيلية'' في 25 يناير 1952، و التقطت له صورة مع قيادات البوليس المصري، و ظهر ''صلاح'' بـ''البدلة الميري'' و ترتيبه ''الثالث'' من يمين الصورة.
البداية في السينما جاءت على أيدي أشقاءه ''محمود و عز الدين''، فالأول كان ''ممثلا'' والثاني ''مخرجا''، وقدم ''صلاح'' أول ادواره السينمائية في فيلم ''عيون سهرانة- 1957'' من اخراج ''عز الدين ذوالفقار''، و كان لا يزال ضابطا بالشرطة ثم استقال بعدها مباشرة، إلا أن انطلاقته الحقيقية كانت في دور ''حسين ابن الريس عبد الواحد'' شقيق البطل في فيلم ''رد قلبي''، و فيها أدى دور ''ضابط شرطة'' أثناء فترة ''23 يوليو 1952''.
تزوج ''صلاح'' أربع مرات اثنتان منها من داخل الوسط الفني و الاثنتين الاخرتين كانتا من خارج الوسط، الأولى من السيدة ''ببا'' و انجب منها ابناءه ''مراد و منى''، و الثانية من الفنانة ''زهرة العلا''، إلا أن هذا الزواج لم يدم طويلا وانتهى بالانفصال بالطلاق، ثم من ''شادية'' و هي أشهر زيجاته، مكونا معها واحدا من اشهر ثنائيات الشاشة الفضية في ستينات القرن الماضي، و أخر زيجاته من السيدة ''بهيجة''.
بلغ رصيد ''صلاح ذو الفقار'' الفني قرابة 250 فيلما سينمائيا و 70 مسلسلا تليفزيونيا، بالإضافة إلى بعض الأعمال المسرحية، كما شارك شارك “ذو الفقار” فى الإنتاج من خلال تأسيس شركة للإنتاج الفني مع أخيه “عز الدين ذو الفقار” وقدم من خلالها العديد من الأفلام الناجحة منها “بين الأطلال” و”الرجل الثاني”، ثم استكمل مشواره الإنتاجي عقب وفاة شقيقة عام 1963م ليقدم العديد من الأفلام منها ''شيء من الخوف'' و''أغلى من حياتي'' و''مراتي مدير عام'' و''أريد حلا''، كما عمل وكيلاً لنقابة الممثلين عام 1986.
كما حصل على جائزة أحسن ممثل عن أفلامه ''أغلى من حياتي، كرامة زوجتي، الطاووس، زيارة رسمية، الأيدي الناعمة''، وعلى بطولة الجمهورية في الملاكمة “وزن الريشة” عام 1947، و قدم أخر أدواره في مسلسل ''عائلة الاستاذ شلش''، ليرحل بعدها في 22 ديسمبر 1993 اثناء تصوير اخر مشاهده في ''الطريق إلى ايلات''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا