كتبت - إشراق أحمد ويسرا سلامة:
''الوطن.. الثورة..التصدي ..الاستقرار''، كلمات نادت بها ما عُرف مؤخرًا على الساحة السياسية باسم '' الجبهة''؛ فمنذ ما يقرب من العام وزخم الأحداث لم يهدأ، لم يعد الأمر مقتصر على الأحزاب والحركات المكونة للكيان السياسي بالشارع المصري، خلاف المنتهجين لفكرة استقلال الرؤى السياسية، بل أضحى بعد ثورة 25 يناير لمفهوم الناشط السياسي أهمية مضاعفة خاصة لمن عرفوا بشباب الثورة، لكن شيئًا ما تَداخَل توالي الأحداث مُضيفًا مزيد من الجلبة بإعلاء فكرة التكتل السياسي على الساحة أو '' الجبهة''.
عام يكاد ينقضي شهد إعلان تأسيس 4 جبهات، كل منها حمل لواء العمل لصالح الوطن واستقراره واستمرار أهداف ثورة يناير، والتصدي للعنف والاستقطاب، منها ما شكل فارق في المسار السياسي كالجبهة الأولى التي تم تأسيسها وهي '' الإنقاذ الوطني'' ومنها ما استمر في إعلان هدفه إما بالمطالبة أو الحشد.
''الإنقاذ الوطني''
جبهة الإنقاذ الوطنى؛ هو تكتل سياسى ظهر عقب الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس السابق محمد مرسى، ذات توجهات ليبرالية ويسارية وقومية، لتتخذ فى مواقفها السياسية عقب الإعلان الدستورى الكثير من المواقف ضد ممارسات جماعة الإخوان المسلمين السياسية.
عدد من الشخصيات السياسية البارزة ظهر فى واجهة جبهة الإنقاذ التي تشكلت في 22 نوفمبر 2012 ، أبرزهم ''محمد البرادعى'' المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعمرو موسى المرشح الرئاسى السابق، و حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى المصرى، وحازم الببلاوى رئيس الوزراء الحالى، وغيرهم من الشخصيات.
''رفض الحوار مع مرسى''، كان الشعار السائد الذى ترفعه الجبهة لأى دعوة للحوار مع الرئاسة فى ذلك الحين، بجانب وقوفها بجانب حملة ''تمرد'' لعزل مرسى ، والموافقة على خارطة الطريق، بالإضافة إلى الحشد للتصويت بـ''نعم'' فى الإستفتاء القادم بجانب عدم حسم أمر دعمها للفريق أول عبد الفتاح السيسى، وسط دعوات تنوى دعم حمدين صباحي.
''الضمير ''
9 فبراير 2013 كان مع موعد تشكيل جبهة أخرى عرفت باسم '' جبهة الضمير لحماية الثورة '' ، اعتبرها البعض خطوة لمواجهة جبهة الإنقاذ الوطني، بينما أعلنت أن هدفها استمرار الثورة وحق المصريين في الحرية والكرامة والعدالة، ومواجهة الاستقطاب والعنف، الذي تشهده البلاد برفع شعار '' ضد الدم والعنف''.
جمعت في تشكيلها عدد من القيادات السياسية والشخصيات العامة أبرزهم محمد سليم العوا، محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة، ومحمد محسوب وزير الشؤون القانونية السابق، وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط .
المطالبة هو نهج استمرت عليه الجبهة إما بالإفراج عن المعتقلين، أو التفاوض للخروج من الأزمة مع التمشك بشرعية الانتخاب وذلك قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، لكن حديث الجبهة انخفض تأثيره مع توالي الأحداث وإلقاء القبض على عدد من القيادات المشاركة بها، وكذلك تشكيل تحالف دعم الشرعية المناهض ما اسموه الانقلاب العسكري مقابل التمسك بالشرعية .
جبهة طريق الثورة
'' المناضلة من أجل تحقيق أهداف الثورة '' هدف جبهة طريق الثورة التي تشكلت في سبتمبر 2013 الماضي، وأعلن عنها عدد من النشطاء السياسيين وشباب الثورة في مقدمتهم هيثم محمدين عضو المكتب السياسي للاشتراكيين الثوريين، وعلاء عبد الفتاح الناشط السياسي.
ووفقًا للبيان التأسيسي للجبهة تتولى تحقيق هذا الهدف من خلال العمل على إصلاحات جذرية جوهرها إعادة توزيع الثروة لصالح جماهير المصريين من الفقراء، تأسيس مسار واضح للعدالة الانتقالية، وغير ذلك من سبل أساسها شعار الثورة ''عيش..حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية.
''مصر بلدي''
جبهة ''مصر بلدى''؛ هى أحدث الجبهات التى ظهرت على الساحة السياسية، وخرج مؤتمرها الأول للنور تزامناً مع ذكرى أحداث مجلس الوزراء الثانية، وبها عدد من الشخصيات العامة، منهم علي جمعة الرئيس الشرفى للجبهة، وأحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق كمنسق عام للجبهة، والصحفى مصطفى بكرى متحدث باسمها، ومصطفى الفقى رئيس المجلس الاستشارى للجبهة.
''الحشد للتصويت بنعم فى إستفتاء الدستور المقبل''..هدف معلن لجبهة ''مصر بلدى'' ، بالإضافة إلى الحشد فى 25 يناير القادم، لمطالبة وزير الدفاع الفريق ''عبد الفتاح السيسى'' للترشح للرئاسة، بجانب مؤازرة الجيش والشرطة، والتصدى لما اعتبروه المؤامرة الأمريكية -الصهيونية - الإخوانيةلتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد باستخدام وسائل الجيل الرابع من الحروب، بحسب قولهم.
كما تضم الجبهة عدد من الوجوه المعروفة سلفاً فى السياسة مثل :'' فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى الأسبق، الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق،صلاح الدين المعداوى محافظ الدقهلية السابق،والقيادى الناصري محمد البدرشينى، وعصام النظامى عضو المجلس الاستشارى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقا، والطبيبة منال عمر، وغيرهم من الشخصيات السياسية.
''هذه الجبهات لم تحقق الغرض منها''..هكذا عبر الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن الإئتلافات والجبهات السياسية التي تم تشكيلها مؤخرًا، ويقول إن تلك الجبهات لم تخفف من حدة المشكلات الإقتصادية أو الأمنية أو السياسية أو غيرها.
و يضيف ''بدر الدين'' أن تلك الجبهات العديدة التى ظهرت على الساحة السياسية فى وقت قصير ليست الحل، وإنما الحل هو الدفع بإئتلافات حزبية واحدة، بين الأحزاب ذي الأيدولوجيات الأقرب معاً، من أجل التواصل مع المواطنيين من جهة، وخوض الإنتخابات البرلمانية معاً من جانب آخر، ولأن العمل الحزبى مستمر أكثر من تلك الجبهات.
وذكر ''بدر الدين'' أن الحكم على تلك الجبهات يكون بما تسفر عنه، ونتيجة العمل بها، ومن الواضح أنها لم تنجح فى التخلص من المشكلات التى تواجه الوطن، والدليل استمرار جبهة الإنقاذ على سبيل المثال، مضيفاً أنه ليس المهم عدد الجبهات التى توجد على الساحة السياسية، وإنما مدى استيعاب تلك الجبهات لعملها وأهدافها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمةمصراويللرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا