كتبت - نوريهان سيف الدين:
ميدان كان منذ عامين ''قلبًا نابضًا'' بالحياة والثورة، الوافدون إليه أكثر من المنصرفين منه، اجتمع على حبه السواد الأعظم من التيارات السياسية المصرية، واتفقت من داخله على ''حب مصر''، إلا أنه اليوم بات ''باهتًا فارغًا''، تسير فيه السيارات شاردة أضواءها، تبحث عن ''هتافات الثورة'' التي لم تنقطع من الميدان على مدار ما يقارب الثلاثة أعوام.
''ميدان التحرير'' بمداخله الواسعة المتعددة، بدا شبه خاليًا من الازدحام المعتاد في ميادين العاصمة، وعلى عكس المتوقع في عشية الاحتفال بذكرى تعد رمزًا، وصفحة مهمة في تاريخ ''ثورة 25 يناير''، حرص الأمن على تفريغ الميدان من التظاهرات، وجلست القيادات الأمنية المشرفة على المكان على مدخل شارع ''محمد محمود''، حتى أن الأمر استتب وطاب لهم في تناول ''اللّب'' بعد اطمئنانهم من إحكام السيطرة على المداخل الحيوية للميدان، وسهولة تدفق العملية المرورية، والتعامل مع التظاهرات القادمة من اتجاهي ''كوبري قصر النيل'' و''شارع قصر العيني''.
مدخل الميدان من ناحية ''الجامعة الأمريكية'' الذي أحيا منذ شهر ذكرى ''أحداث محمد محمود''، وقفت على ضفتيه مدرعتين للجيش، وانزوى خلفها الجنود وضباط يحملون الرتب الصغيرة، لم يجدوا ما يفعلوه سوى التسامر في أحاديث ''الكورة والدوري والأهلي في المغرب''، بينما من خلف الواجهات الزجاجية لسلسلة محلات الأطعمة والمقاهي العالمية، جلس الزبائن ينظرون في وجوم للميدان الخالي، مسترجعين زخم أحداث أعوام مرت عليهم وسط ''هتاف'' و''اشتباكات'' و''منصات''.
في حين كان أكثر المداخل نشاطًا في الحركة المرورية هو ''مدخل طلعت حرب''، واكتفت ''مدرعة واحدة'' بتأمينه، تاركة حركة المرور لأصحاب المحلات التجارية والمارة الحرية في الدخول والخروج بشرط عدم التجمهر والتظاهر.
أما مدخل ''مجلس الوزراء''؛ حيث جرت الأحداث الدامية منذ عامين، فصدت الأنظار كتل خرسانية ضخمة عند أول سور ''مجلس الشعل'' و''الجمعية الجغرافية''، وتحول المرور القادم من اتجاه ''السيدة وقصر العيني'' ناحية الميدان، تحول للمرور حول ''السفارة الأمريكية'' خروجًا إلى ''النفق'' المؤدي لميدان ''عبد المنعم رياض''، حتى أن ''البنزينة'' الشهيرة أمام مبنى ''مجلس الوزراء'' كانت خاوية تمامًا، في حين أن الساعة كانت لم تقترب من السابعة مساءً بعد.
''صينية الميدان'' كانت في فلك آخر؛ ففي حين جلس الشباب على أطرافها يشاهدون الميدان ويستمتعون بـ''لسعات ليلة شتوية باردة''، وقف البعض الآخر يتفقد البقية الباقية من ''النصب التذكاري المدمر''، بينما شرع البعض في ''كتابة حروف ذكريات قصة حب و قلوب يخترقها سهام كيوبيد'' على جدارية النصب
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا