كتب- محمد منصور:
بعد الموت يتعفن الجسد بالضرورة، وتكون عملية ''الدفن'' هامة للحفاظ على الصحة العامة ومظهر من مظاهر احترام الجسد البشري، هكذا تقول العادات والتقاليد حول العالم والممتدة في التاريخ البشرى، واعتقد العلماء أن عمليات الدفن بدأت منذ 130 ألف عاماً، غير أن الكشوف الحديثة التي قام بها فريق دولي من علماء الأنثروبولوجيا أكدوا أن عادات الدفن بدأت قبل ذلك بكثير، وتحديداً مع عهد إنسان النياندرتال الأوروبي والذى يرجع تاريخه إلى أكثر من 350 ألف سنة.
قبل سنوات، وبالتحديد في عام 1908، وجد مجموعة من الباحثين قبر ''غير عادى''، وقتها رفض المجتمع العلمي تصديق انتماء ذلك القبر إلى إنسان النياندرتال وأثناء التنقيب في بلدة بجنوب غرب فرنسا بجانب الموقع الأول، وجد العلماء هياكل عظمية مدفونه في قبور وصفوها بـ''الممهدة والمعدة لاستقبال الجثث''، وعند إجراء فحوصات على الهياكل، وجد العلماء أنها تنتمي إلى إنسان ''النياندرتال'' وهو الأمر الذى أثار دهشتهم، فليس من المعروف عن الإنسان البدائي أنه كان يقوم بدفن ضحاياه.
النتائج التي توصل لها العلماء، والتى أثبتت وجود عادات الدفن عند الإنسان البدائي، جاءت كتتويج لبحوث أستمرت طيلة 13 عاماً، وكان الهدف الرئيسي منها فهم عادات الإنسان القديم، إلا أن الدراسة قادتهم إلى أبعد من ذلك، فإنسان ''النياندرتال'' والذى لطالما اعتبره العلماء ''بدائي وهجمي'' كان يستطيع الفهم أكثر مما يتصورون وتميز بقدرات معرفية متطورة مكنته من التعامل مع الأدوات وإدراك الواقع، على حد تعبير الدكتور ويليام روندو، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث بمركز العلوم الإنسانية بنيويورك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا