كتب- محمد منصور:
الدفء هو الاحساس المستحيل والذى لا يمكنك الشعور به في المنطقة المتجمدة التي يعيش فيها ذلك الكائن، فدرجات الحرارة تقل عن الصفر المئوي بكثير، لتصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر، هنا يقبع الصقيع خلف ذرات الهواء المحملة بكريات الثلج الصغيرة، لا مكان سوى للقوي القادر على حماية نفسه والحفاظ على درجة حرارة جسده، فالمكان هو القارة القطبية الجنوبية والحيوان هو "البطريق الإمبراطوري".
كيف يمكن لتلك الطيور أن تعيش في ذلك الصقيع القادر على تجميد الدماء في العروق، الإجابة بحث عنها العلماء كثيراً، حتى تمكنوا في أخر الأمر من تحديد عدد من الآليات المستخدمة في الحفاظ على درجات الحرارة، ومنها التجمع والتكاتف والحركة من خلال مجموعات تضم ألاف الطيور عوضاً عن الحركة الفردية.
ويقول الباحثين من معهد "ألفريد فيجنر" الألماني إن طيور البطريق تحافظ على الجمهرة فى الأماكن الضيقة أثناء حدوث الانخفاضات الكبيرة في درجات الحرارة، مؤكدين أنها تسلك سلوك ما وصفوه بـ"السيارات في الزحام"، حيث تتحرك في "تلاصق" بحيث لا يبعد أحداها عن الآخر إلا بمقدار سنتمترين فقط.
وقال العلماء إن الحركة بتلك الآلية تساعد على الحفاظ على درجات الحرارة، كما إنها تساعد "الصغار" على تخطي الموجات شديدة البرودة والاستمرار في الحياة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا