كتب- محمد منصور:
لله في خلقه شئون، هكذا تخبّرنا الطبيعة والدراسات العلمية، فرغم القلق الذى يساور الآباء والأمهات بسبب ضعف مناعة أطفالهن الصغار، ففي الرحم يكون الجنين ''معقماً'' بالكامل ثم يبدأ بالتعرض للبكتريا والفطريات حال نزوله إلى قناة الولادة، وتبدأ تلك الكائنات ''غير المرغوبة من قبل الوالدين'' في استعمار جسد الطفل نتيجة ضعف الجهاز الدفاعي عن حديثي الولادة، إلا أن دراسة جديدة تثبت أن ضعف مناعة الرضع يساهم في الارتقاء بصحتهم العامة في الكبر.
الرضع أكثر عرضة للالتهابات البكتيرية والفيروسية نتيجة ضعف مناعتهم، معلومة يعلمها القاصي والداني وتؤيدها التجارب السريرية التي تم إجرائها طوال السنوات الماضية، إلا أن الدراسة الجديدة تؤكد أن ذلك الضعف يساهم في تطوير وتحسين صحة الإنسان علاوة على السماح بالبكتيريا المفيدة بغزو جسم الأطفال.
في تجربة رائدة لدراسة الأنظمة الدفاعية للجسم، قام مجموعة من أطباء الأطفال بمستشفى ''سينتيانتى'' بولاية أوهايو الأمريكية بحقن مجموعة من الفئران حديثة الولادة ببروتين مشابه لبروتين ينتجه أجساد الرضع ويساهم في تثبيط وتقليل نشاط الجهاز المناعي، ثم قاموا بحقن ذات الفئران ببكتريا الأمعاء المتخصصة في المساعدة على هضم وامتصاص الطعام، والتي تتسبب أحياناً في حدوث التهابات في جدار معدة الرضع، وبعد أيام لاحظ الباحثون أن فئران التجارب نجحت في تكوين أجساد مضادة قوية رغم ضعف الجهاز المناعى.
''ضعف مناعة الرضع بقى لغزاً كبيراً'' يقول أطباء الأطفال بالمستشفى، مشيرين إلى أن اللغز يكمن في ''لماذا يسمح الجهاز المناعى للرضيع بغزو البكتيريا للجسد''، إلا أن الدراسة نجحت في كشف السبب وأكدت أن ذلك الضعف يسمح للبكتيريا المفيدة والضارة باستعمار قناة الطفل الهضمية والجلد والفم والرئتين وهو الأمر الذى يساهم لاحقاً في أنشاء دفاعات قوية تحارب ذلك النوع من البكتيريا والميكروبات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا