كتبت - نوريهان سيف الدين:
لا ينسى الشعب المصري أطباق ''العاشورا'' الشهية التي اعتاد عليها منذ سنوات طويلة، وكان السبب ''أن النبي عندما جاء للمدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم احتفالًا بنجاة نبي الله موسى وقومه من فرعون وجنوده، ومعجزة ''شق البحر''، فقال لهم النبي إن المسلمين أولى منهم بموسى، وأمر المسلمين أن يصوموا هذا اليوم ويصوموا معه يومًا قبله أو بعده''.
وعلمنا أن ''عاشوراء'' يرافق ذكرى ''معركة حاسمة'' استشهد فيها سبط النبي ''الحسين'' بن سيدنا الإمام على بن أبي طالب ''رضي الله عنه'' على يد جيش ''يزيد بن معاوية''، وهي المعركة الشهيرة المعروفة بـ''معركة كربلاء''، وبين ''فرحة'' أطباق ''العاشورا'' الشهية وبين ''الحزن'' على مقتل سبط ''الرسول الكريم'' قصص وتواريخ وأصل لـ''طبق العاشورا''.
في العاشر من محرم قتل ''الحسين بن علي'' وفصلت رأسه عن جسده على يد جيش ''يزيد بن معاوية''، وحمل الجنود الرأس الشريفة ''على سن الرمح''، لكن تلك الرأس اختفت، بين أقاويل أنها ذهبت إلى ''الشام'' لتدفن في ''دمشق''؛ حيث يتركز أنصار ''معاوية''، ورأي يقول إن سيدة تدعى ''أم الغلام'' جاءت بها إلى ''مصر''، وافتدت رأس ''الحسين'' بأن ذبحت ابنها وقدمت رأسه لجنود ''يزيد''، ورأي ثالث يقول إنها دفنت في ''كربلاء''.. أرض المعركة.
''فرحة يزيد'' بمقتل خصمه ''الحسين'' جعلته يوزع الحلوى على جنوده واتباعه، وكانت الحلوى عبارة عن ''حبوب القمح واللبن و السكر''، وهي أصل ومكونات ''طبق العاشورا''، في حين ''حزن أنصار الحسين'' واعتبروا هذا اليوم ''نكبة'' على آل البيت وأبناء الإمام ''عليّ - كرم الله وجهه''، واعتبروا معركة كربلاء ''ثورة'' فجرها ''الحسين'' باستشهاده؛ لذا يحتفلون في مثل هذا اليوم بتجديد الولاء للحسين، وتمثيل مشاهد إسالة الدماء من ''معركة كربلاء''، وضرب الخدود ندمًا على ضياع حق ''الحسين'' ومن قبله ''سيدنا عليّ''.
''السيدة زينب'' ابنة ''الحسين'' وحفيدة ''الإمام عليّ'' حاضرة هي الأخرى في مشاهد الاحتفال السعيد والحزين؛ فبينما يحتفل اتباع المذهب السني بإحياء تلك الليلة في المدائح النبوية والابتهالات في المساجد المنسوبة لـ''السيدة زينب'' بالقاهرة ودمشق وبغداد، نجد ''فتيات صغيرات يرتدين جلابيب خضراء''، تحاوطهن فتيات صغيرات أخريات، في مشهد ''سبي السيدة زينب'' وهي طفلة، و ذهابها لـ''يزيد بن معاوية''.
''عاشوراء'' التي تعددت نواياها، بين ''اقتداء وفرحة'' برسول الله ''محمد - صل الله عليه و سلم'' في موالاته لأخيه نبي الله ''موسى - عليه السلام''، متجاهلين ''مشاهد كربلاء''، وبين ''حزن'' على استشهاد سيد شباب أهل الجنة ''الحسين بن علي''، لدرجة جعلت بعض اتباع المذهب الشيعي لا يتطوعون بالصوم في هذا اليوم؛ لأن في الصوم ''فرحة'' عند الفطر لا تتناسب مع هذه الذكرى الحزينة، ويحيونها وكأنها ''معركة كربلاء'' فقط.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا