كتبت - رنا الجميعي:
حينما تقرأ سيرتها، تجدها سيرة لامرأة عاشت حياة عادية، ليست مثيرة، لا يوجد بها حدث غريب، عاشت حياتها في كندا، لم تسافر إلى أمريكا كما فعل غيرها لتحقيق الشهرة، ظلت في بلدة صغيرة ''أونتاريو''، إحدى الولايات الكندية البسيطة.
''أليس مونرو''، كاتبة القصص القصيرة ، التي فازت منذ أيام قلية بجائزة نوبل للأدب، ليحتل اسم الكاتبة ابنة المزارع الكندري البسيط ، الترتيب الثالث عشر في قائمة الكاتبات اللاتي حصلن على الجائزة العالمية.
منذ المراهقة نشرت ''أليس'' أولى مجموعاتها القصصية عام 1968 باسم ''رقص الظلال السعيدة''، والتي قالت عنها في أحد الحوارات الصحفية ''لم تحقق مبيعات بشكل جيد، ولم تنشر، ولكنها فازت بـ''the Governor-General’s award''، وهي جائزة تٌعادل جائزة ''البوليتزر'' في الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تدرس ''مونرو'' ذات الأربعة والثمانين عامًا، بالجامعة سوى عامين، درست اللغة الإنجليزية والصحافة؛ كمنحة في جامعة اونتاريو الغربية، ومثل كثير من الفتيات شعرت ''أليس'' وقتها بالضغط الأسري لتتزوج حتى تحصل على الحرية، بعدها تزوجت ''أليس'' زوجها الأول ''جيمس مونرو'' عام 1951، وأنجبت ثلاث فتيات وتفارق إحداهما الحياة بعد الولادة مباشرة، ثم تنفصل عن زوجها في عام 1972.
''كتاب أمريكا الجنوبية أول من حفزني على الكتابة عن البلدات الصغيرة، وعن الحياة التي أعرفها جيدًا''.. هكذا كشفت ''مونرو''
في أحد حواراتها الصحفية عن بدايتها الأدبية، جعلت من حياتها الهادئة في بلدتها الصغيرة عالمًا كبيرًا؛ تنسج منه شخصيات قصصها التي يقرأها الكثيرون، وعلى بساطتها وبساطة حياتها تأتي قصصها مليئة بالتفاصيل الصغيرة والشخصيات التي تشعر وكأنك تعرفهم.
في قصص ''مونرو'' لن تجد أناس يتصارعون على الأشياء المادية أو انفجار ضخم يلهث القارئ وراءه، لكن نفوس بشرية عميقة تكتب عنها ''لا أعرف الانفجارات المفاجئة التي تنجم من الإلهام، بمقدوري أن أقوم بعملين في وقت واحد، بما أن عمل المنزل أبدي، والكتابة أبدية، فأنا لا أواظب إلا على ذلك''.
حينما تقرأ ما تقوله تلك الكاتبة لا تملك إلا أن تُعجب من بساطتها وواقعيتها أيضًا، طيلة أعوام كتابتها كانت مشغولة بأسرتها والكتابة فقط، وبرغم أنها ليست شهيرة بقدر كتاب آخرون يملأون العالم ضجيجًا، كانت تقبع ''أليس'' في منزلها تكتب أو تنشغل بتربية أطفالها وبأعمال المنزل، واستطاعت أثناء زواجها الأول إنجاز العديد من الأعمال منها ''حيوات الفتيات والنساء''.
لقبّها الكثيرون بـ''تشيكوف كندا''، في قصص ''أليس'' تجد بلدتها الصغيرة قابعة بين السطور، كما الكاتب الروسي ''تشيكوف''، الذي يكتب عن حدث صغير، ويملأه بالتفاصيل المُدهشة التي تشعر أنك تعرفها، ولكن لا تستطيع التعبير عنها، وهكذا تبدو ''مونرو''.
نُشرت قصص مونرو في عدة أماكن منها ''زا نيو يوركر''، ''باريس ريفيو''، ''جراند ستريت''، وأخر أعمالها عام 2012 كانت ''عزيزتي الحياة''؛ تكتب من خلالها عن كيف يمكن أن تكون الحياة البسيطة غير عادية.
تحولت إحدى قصص ''مونرو'' إلى فيلم سينمائي ''بعيدًا عنها''، الذي ترشح للأوسكار عام 2006، يحكي عن بروفيسور متقاعد و زوجته التي بدأت تفقد ذاكرتها وكيف تصل علاقتهما معًا، تحدثت ''مونرو'' في قصصها عن الحب والكراهية والخيانة والزواج والغواية والأمومة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا