كتب- محمد منصور:
الخيال أصبح جزءًا من الحقيقة، فبعد أن خططت الدول الكبرى لبناء مستعمرات فضائية وغزو الفضاء، أصبح الخيط الفاصل بين الواقع والخيال يتلاشى يوماً بعد يوم، وبعد أن ارسلت "ناسا" في العام الماضي مسبارها الفضائي "كيوريستى" لحفر تربة المريخ وفحصها، قررت اليابان سلوك مسلك أكثر تطوراً وتطرفاً فقد أعلن علماء أكثر الدول تقدماً في العالم عن نيتهم لصنع حفرة كبيرة في كويكب لمعرفة ودراسة تكوينه.
الطريقة التي سيتم صناعة "الحفرة" بها فريدة من نوعها، فليس على المسبار الفضائي "هايابوسا 2" اصطحاب رءوس من التيتانيوم للحفر في صخر الكويكب، فالآلة الفضائية العملاقة ستستخدم استراتيجية مختلفة، وعوضاً عن تقنية الحفر بالرؤوس الدوارة، سيطلق المسبار "طلقة عملاقة" تصنع تجويفاً كبيراً يخول للأذرع الآلية التقاط من تيسر من جوف الكويكب المسكين.
وقالت وكالة الاستكشاف الفضائي اليابانية "جاكسا" إن السلاح الضخم سوف يطلق نيرانه على سطح الكويكب في وقت لاحق من العام 2018 مشيرة إلى أن "هايابوسا2" سيقوم بإطلاق السلاح حال اقترابه من الكوكب ثم يهبط إلى السطح لأخذ عينات التربة والبحث عن أثار المواد العضوية أو أي دلائل لوجود المياه في الفضاء الخارجي.
سيتم إطلاق المسبار الفضائي من قاعدة بجنوب اليابان، حيث سيتم تحميله على أحد الصواريخ التابعة لوكالة "جاكسا" وسيدور "هايابوسا2" في مساره الذى سيصل إليه بعد أربع سنوات، وبمجرد أن تلامس عجلات المسبار الكويكب المنشود، سيبدأ في شق طريقه بين الحطام المتناثر نتيجة "الطلقة العملاقة"، والتي ستكون عبارة عن رأس متفجر يشبه إلى حد كبير الرصاصة الكبيرة، وسيقوم المسبار بالتفتيش حول الفوهة التي تم إحداثها وجمع عينات من التربة والتخطيط للعودة إلى الأرض في 2020 لتخضع تلك العينات للفحص المعملي والعلمي الدقيق.
وتقول وكالة الفضاء اليابانية إن الرحلة التي ستتكلف مئات الملايين من الدولارات ستساعدهم على معرفة الطريقة التي من الممكن أن تنشأ بها الحياة في الفضاء الخارجي، مؤكدين أن المسبار هو الأبن الشرعي لسابقه "هايابوسا1" والذى قام في وقت سابق بجمع غبار الكويكبات من صخور فضائية تشبه البطاطس وعاد بها إلى الأرض في العام 2010، ويأمل العلماء أن يكمل "هايابوسا 2" عمل قرينة السابق والذى كان المسبار الوحيد القادر على جمع بيانات من الغبار السطحي الفضائي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا